Wednesday, 28 September 2011

صلوات لرب النيل في مصر القديمة

صلى المصريون لرب النيل وشكروه على كل النعم التى منحها للناس، وخاصة أثناء الإحتفال بالفيضان: الحمد لك يا أيها النيل الذى يخرج من الأرض ويأتى ليطعم مصر ... تلك المياة والرياض التى خلقها رع لتطعم كل القطعان. والتى تروى أرض الصحراء البعيدة عن الماء؛ إنها نداه الذى يسقط من السماء ... سيد الأسماك التى تجعل الطيور المائية تذهب إلى الجنوب ... وهو ما ينتج الشعير ويخلق القمح، الأمر الذى يجعل المعابد تحافظ على الإحتفالات.

ولم يكن لرب النيل حابى معبداً خاصاً بعبادته، فقد كان نهر النيل هو مكانه المقدس.


وفى أثناء إحتفال النيل كان الناس والكهنة يقدمون القرابين لحابى رب النيل، بإلقاء الطعام فى مجرى النهر. كما كانوا يلقون فى الماء بتمثال لرب النيل نفسه، كتجسيد للرب.


ولا يزال المصريون المحدثون يعتقدون أن المصريين القدماء كانوا يلقون بفتاة شابة تسمى عروس النيل فى مجرى النهر كقربان للرب. إلا أنه لا توجد أية إشارة فى الأدب المصرى القديم عن هذا الحدث.

صبغ الأقمشة في مصر القديمة

يمكن تعقب تاريخ استخدام صباغة الخيوط أو الثياب، مؤقتا، من قطعة قماش كتاني بنية اللون عثر عليها في طرخان، وترجع إلى الأسرة الأولى.

ومن المؤكد أن صباغة الثياب كانت معروفة في أواخر الأسرة الثالثة أو أوائل الأسرة الرابعة؛ على أساس قصاصة قماش حمراء اللون من موقع ميدوم، وإن لم تنسج الثياب بانتظام من خيوط ملونة: حتى عصر الدولة الحديثة.


ويمكن تقسيم مواد الصباغة في مصر القديمة إلى نوعين أساسيين: أصباغ المغرة والأصباغ النباتية. والمغرة هي طينة صلصالية مخلوطة من الأرض تتكون من أكسيد الحديد أو الصدأ. ويتحول أكسيد الحديد الأصفر، بفعل الحرارة (الحرق)، إلى أكسيد الحديد الأحمر؛ كما يمكن أن يستخدم لتكوين ألوان الأصفر والأصفر-البني والأحمر.


ولصبغ الكتان بأكسيد الحديد تاريخ طويل في مصر، ربما يرجع إلي بداية عصر الأسرات؛ من قماش طرخان. وقد عثر أيضا على كتان مصبوغ باللون الأحمر لصبغة من أكسيد الحديد، في عدة مواقع أخرى أحدث؛ من بينها قرية العمال في تل العمارنة.


وقد استخدمت عدة طرق لصباغة الثياب في عصر الأسرات؛ أقدمها طريقة "التلطيخ"، وفيها يوزع اللون في الثياب، ربما بمساعدة الطين أو الصلصال أو العسل. كما استخدم قدماء المصريين أيضا عملية تسمى بالصباغة المزدوجة؛ وفيها تصبغ الألياف والخيوط أو الثياب أولا بلون معين، ثم تصبغ ثانية بلون آخر: للحصول على لون ثالث.


فاللون الأرجواني، مثلا، يتكون من اللونين الأحمر والأزرق؛ بينما يتكون اللون الأخضر باستخدام اللونين الأصفر والأزرق. وقد قام المصريون بصباغة خيوط الغزل أو الأقمشة المنسوجة.


ومن الممكن أن تُلاحظ أحيانا مساحات بيضاء، في القماش المنسوج، أسفل الأماكن التي مر فيها الخيط الرأسي فوق خيط أفقي. وكان التبييض أيضا وسيلة فنية للزخرفة؛ لأن ارتداء ثوب أبيض كان لدى المصريين القدماء من دلالات الوضع الاجتماعي، وربما أيضا كدليل على النظافة.

زخرفة المقابر الفرعونية

كان المصري القديم حريصا، إيماناً منه بالبعث، على بناء قبره ليتخذه في العالم الآخر دارا أبدية له.

وكانت هذه الحياة الأخرى تعتمد فضلا عن بناء القبر، على حفظ الجسد، وإمدادات الطعام والشراب.


وكان القبر من ناحية أخرى، يزخرف عادة بمناظر تصور أعمال الزراعة وتربية الحيوان. ففي حالة قطع القبر في موقع جيد الحجر، كان يفضل تنفيذ هذه الزخارف على هيئة نقوش.


أما إذا كانت طبقة الصخر لا يتوفر بها سطح ناعم، فكانت تصور المناظر على خلفية من ملاط، إما على جص خشن ومزيج من طين وقش، أو من طين بنى.


وكان مثل هذا الملاط يغطى فيما بعد، بطبقة أكثر نعومة من جص خالص، أو طبقة غليظة من اللون.

دفنات السيدات فى مصر القديمة

كانت الملكات تدفن فى أهرامات صغيرة أو فى مقابر مربعة فى وادى الملكات. ولكن حتشبسوت، كحاكم للبلاد، حفرت لها إحدى مقبرتاها فى وادى الملكات.

أما السيدات اللاتى لسن من عائلات ملكية كن تدفن فى المقابر مع أزواجهن فى توابيت جميلة.


ومن أجمل التوابيت التى لدينا تابوت كاويت، أحمس، مريت آمون، إيزيس وماعت كا رع

خصوصية المرأة وتأثيرها على العمارة الإسلامية

كان الإسلام نظرته الحافظة للمرأة حيث اعتبر النساء جواهر ثمينة يجب الحفاظ عليهن وأثرت تلك النظرة على العمارة الإسلامية الدينية والمدنية.

ففي العمائر المدنية والتي تتمثل في القصور والمنازل نجد أماكن مخصصة للنساء يحرم على رواد المكان من الغرباء الدخول فيها فكانت محرمة عليهم والتي أطلق عليها اسم "الحرملك". وحفاظاً على المرأة المسلمة من أعين الفضلاء والمتلصصين الذين يختلسون النظر إليها بما يؤذي مشاعرها الرقيقة، فقد زود المعماري المسلم تلك القصور والبيوت بالمشربيات المصنوعة من الخشب الخرط والتي تسمح للنساء بالنظر من خلالها إلى الخارج دون أن يراها المارة بالشارع.


ولم تحرم المرأة من المشاركة في الاحتفالات التي كانت تقام بالقصور، حيث خصصت الأدوار العليا من القصر لجلوس النساء خلف أحجبه من الخشب الخرط تعرف بالأغاني أو المغاني، حيث كن يجلسن خلف تلك الأحجبة ويستمتعن بالاحتفالات التي تقام في القصر دون أن يراها أحد من الحاضرين كما تلاحظ في بيت السحيمي بالجماليةونرى أمثلة لتلك المغني في قصر بشتاك باقية حتى اليوم.


وكان لضرورة اهتمام المرأة بالشعائر الدينية وحقها في حضور مجالس العلم واكتسابها العلوم والمعارف فقد تحقق لها ذلك دون أن تتعرض لما يؤذي مشاعرها حيث جعلت في المنشآت الدينية كالمساجد والمدارس أماكن خاصة بالنساء، ومداخل منفصلة غير التي يستخدمها الرجال من رواد المنشأة. بل وفي داخل المنازل نفسهاحيث تم تزويدها بغرف خاصة بتلاوة القرآن الكريم وحفظه ماتزال باقية بقصر السحيمي


وكان اهتمام المرأة بزينتها من الأمور التي كفلها لها الإسلام حيث انتشرت في العصور الوسطى الحمامات التي خصص بعضها للرجال والبعض الآخر للنساء، وكانت تلك الحمامات من الأماكن التي ترتادها النساء من اجل التزين فهي تشبه "بيوت التجميل النسائية" في عصرنا الحالي، ومن بين الحمامات ما يستخدم للنساء والرجال ولكن تحدد أيام معينة للنساء وأخرى للرجال.

حتحور والمنشدة

كانت السيستروم (الصلاصل)، التي عرفت في اللغة المصرية القديمة باسم "سششت"، آلة موسيقية طقسية (أو شخشيخة) تستخدم رمزا للمعبودة حتحور؛ إلهة الأمومة والموسيقى والحب.

وكانت آلة تحملها كاهنات ومنشدات حتحور على وجه الخصوص؛ وتهز لتعلن عن حضورها، والتقرب إليها وطرد الأرواح الشريرة.


وكان حمل شخص حي للسيتروم، أو منحها لشخص متوفى، يعني ضمان حماية المعبودة حتحور وإنعامها المستمر على ذلك الشخص بالقرابين في الحياة الآخرة.

توزيع المياه في العصر الإسلامي

لقد بدأ السلاطين والحكام المسلمون في شق الترع والقنوات وبناء السدود منذ بداية الفتح الإسلامي لمصر، وذلك بغية نقل المياه لاستخدامها في الزراعة والري والشرب.

ولقد أمر الخليفة عمر بن الخطاب عمرواً بن العاص بإعادة شق القناة التي كانت تعرف باسم قناة سيزوستريس، حيث كانت تربط النيل بالبحر الأحمر، حيث عرفت باسم قناة أمير المؤمنين. ولقد ظلت هذه القناة حتى القرن التاسع عشر الميلادى.


وتعتبر قناطر مياه بن طولون هي أقدم القناطر الباقية وقد بناها أحمد بن طولون لنقل المياه إلى عاصمته القطائع.


وعندما أقام صلاح الدين أسواره التي أحاطت بعواصم مصر الإسلامية، فقد انتفع بأسطح هذه الأسوار في نقل المياه إذ استخدمها كقنوات.


وفي العصر الأيوبي، بنى الملك الكامل قنوات لنقل المياه إلى منطقة الإمام الشافعي حيث دفنت أمه بضريح الإمام الشافعي.


كما بنى الناصر محمد بن قلاوون قناطر للمياه لنقلها للقلعة.


كما شيد أربعة سواقي على النيل في سنة 712 هـ (1312م) لنقل المياه منها عبر القناطر إلى القلعة.


كما قام الناصر محمد بشق قناة من حلوان إلى الجبل الأحمر المطل على القاهرة، حتى تصل المياه إلى الميدان الذي أنشأه بمنطقة القلعة وذلك سنة 728 هـ (1327م).


كما قام الناصر محمد في مستهل سنة 741 هـ (1340م) بحفر بئر أخرى بالقناة وحفر قناة صغيرة تمتد من النهر إلى حائط الرصد بالقرب من الفسطاط حيث أنشأ آبار وسواقي أخرى.

تماثيل الشوابتي

من الممكن أن تكون تماثيل الشوابتي، قد نحتت في الأصل من نوع قوي من الخشب، يسمى في اللغة المصرية شواب، ولذا فقد أطلق عليها شوابتي.

وفي الدولة الحديثة، كان يتم وضع تماثيل صغيرة في القبر، يصل عددها إلى أربعمائة وواحد تمثال، وطبقا للتعويذة السادسة في كتاب الموتى، كان يطلب منهم القيام بأعمال إجبارية في الحياة الآخرة، نيابة عن المتوفى.

تماثيل الخدم في مصر القديمة

كان نبلاء المصريين القدماء، أملا في التمتع بحياتهم الأخرى، حريصين على تزويد قبورهم بتماثيل خدمهم لخدمتهم في العالم الآخر.

وقد حوى قبر ني عنخ ببي، الذي عثر عليه في مير، عددا كبيرا من تماثيل تصور خدما من ذكور وإناث يتولون أعمالا مختلفة، من إعداد الدقيق وخبيز الخبز، وشواء الطير أو عصر الجعة.


ومن أكثر هذه التماثيل أصالة، ذلك التمثال للخادم الذي يحمل حقائب سيده.

ترجمة حجر رشيد

بدأت البحوث العلمية الحديثة في الحضارة المصرية القديمة بالحملة الفرنسية في مصر بين عامي 1798، 1801: وسرعان ما ولد علم المصريات.

وقد نجح الفرنسي جان فرانسوا شمبليون (1790 - 1832) في النهاية في فك رموز الكتابة الهيروغليفية والديموطيقية؛ على أساس الأعمال الأولية التي أنجزها السويدي جود دافيد أكيربلاد (1763-1819) والإنجليزي توماس يونج (1773-1829).


وبالنسبة لشمبليون، فإن مفتاح فهمه كان تَحقـقه من أن النصوص الهيروغليفية، رغم مظهرها الخارجي، ليست لغة تصويرية تمثل كل علامة فيها كلمة بأكملها. وقد توصل إلى ذلك الاستنتاج على أساس من نصوص حجر رشيد، التي تحمل مرسوما كهنوتيا من العصر البطلمي، بالكتابتين (المستخدمتين في مصر القديمة حينئذ): الهيروغليفية واليونانية.


وأحصى شمبليون ما يربو على 1400 علامة هيروغليفية؛ تقابل فقط 500 كلمة في المناظر اليوناني. وافترض، محقا، بأن الاسمين الملكيين لبطليموس وكليوباترا الذين وجدا بالنص اليوناني؛ كانا داخل خرطوشين في النص الهيروغليفي: وبالتالي كان عليه، كمبدأ، أن يقوم بقراءة النصين حرفا مقابل حرف.


ثم تبعت أسماء إضافية لملوك في نصوص وثائق أخرى وبرزت ألفاظ أكثر أمام ناظريه، ثم من بعد ذلك أشكال قواعد النحو والصرف؛ وفي النهاية تراكيب الجمل. ولا شك أن معرفة شمبليون باللغة القبطية قد ساعدته كثيرا في تحقيق ذلك الإنجاز.


وقد حقق البحث العلمي اليوم الكثير من التقدم الذي وصل به إلى نقطة إمكانية الفهم الأساسي لجميع النصوص تقريبا.


وتنحصر غالبية الاستثناء في النصوص السرية أو المشفرة والنصوص الخاصة التي ابتدعها الكهنة؛ خصوصا خلال العصر اليوناني الروماني. ولم يترك المصريون أنفسهم معجما بمفردات لغتهم أو شرحا لقواعدها النحوية

تأثير الهرم على العلم

إن بناء الهرم وما حوله من معابد ومساكن تضمن أعمال هندسة وعمارة وكذلك تخطيط وتنظيم للقوى العاملة.

وكانت المعرفة بالحساب والهندسة أمراً أساسياً لتخطيط البناء وذلك لحساب كمية الأحجار المطلوبة.


كما صنعت مراكب النقل الكبيرة لنقل الأحجار الضخمة من الجانب الآخر للنيل أو من محاجر الجرانيت والألباستر والديوريت والبازالت ما بين منف وأسوان.


وقد استخدم المعماريون والمهندسون والعمال حبال مقسمة إلى أذرع لقياس الأرض والمبانى. وكان مقياس الذراع الملكى يساوى 52.5 سنتيمتر أو 20.6بوصة. وقد جاء هذا الذراع من طول الذراع البشرى والذى يتكون من سبع قبضات أو ثمان وعشرين اصبع. وكانت القبضة تعادل أربعة أصابع، بينما كان الإبهام أكبر قليلاً من الإصبع.


وكانت نصف الدائرة تستخدم أيضاً فى تخطيط سطوح المبانى وميزان البناء وكانت تستخدم للتأكد من أن الأسطح الرأسية مستوية.


كما استخدموا أيضاً الزوايا القائمة لعمل حوائط ملساء ومستوية رأسياً بدقة. وقد صنعت مثلثات ومربعات وزوايا ودوائر للقياس والتسوية كما رسمت على البرديات.


وفى عصور لاحقة، استخدم المصريون أدوات أو معدات لملاحظة النجم القطبى، كما حددوا مكانه برسم خط على الأرض يشير إلى اتجاهه.


ومن ضمن الأدوات المستخدمة أداة سميت مرخت وهى كلمة ربما تعنى المؤشر. وهى تتكون من عصى خشبية رفيعة وأفقية بها ثقب عند أحد أطرافها ينظر من خلاله الفلكى لتحديد مكان النجم.


وهناك آلة أخرى تسمى باى ان امى اونوت، او فرع من سعف النخيل وهى عبارة عن شق على هيئة 7 مشقوقة عند طرفها العريض ينظر من خلالها الكاهن المسؤول عن الساعات لكى يحدد مكان النجم.


وبمساعدة تلك الأدوات كان يمكن تحديد المحور الشمالى الجنوبى بدقة أكبر

بناء الهرم

قبل بناء الهرم، كان يتم أولاً اختيار الموقع المناسب على حافة هضبة الصحراء والتى كانت ترتفع عن أعلى مستوى لماء الفيضان السنوى.

وكان السطح الصخرى المختار لبناء الهرم يفحص جيداً للتأكد من أنه خالى من أية شقوق خطيرة يمكن أن تشكل أساساً غير مستقر أسفل ثقل البناء الهائل.


وكان الأساس الصخرى يسوى جيداً باستخدام طرقاً مأخوذة من خبرة المصريين فى تسوية الأرض الزراعية قبل الرى. فقد كان يبنى حول المساحة المختارة لبناء الهرم حافة قصيرة من الطمى، ثم تغمر المساحة بالماء وتقسم إلى شبكة من القنوات الصغيرة يكون فيها قمة كل خندق على نفس الإرتفاع فوق سطح الماء.


وكانت الخنادق تسوى بعد تبخر الماء أو صرفها. ولا يزال يوجد جزء باق من نظام الخنادق المستخدم فى تسوية الأرض بالقرب من الهرم الثانى الذى بناه الملك خفرع شمال الجيزة.


وكان لابد من اختيار مكان بناء الهرم على الضفة الغربية للنيل، حيث تغرب الشمس، وحيث يمكن لروح الملك أن تصاحب اله الشمس فى رحلته خلال العالم الآخر.


ولم يكان مكان الهرم بعيداً عن المقر الملكى بحيث يسهل الوصول إليه عن طريق مركب فى النيل، وبذلك كان يتسنى للملك وحاشيته زيارة الموقع. كما كان هذا الموقع المتميز يسمح بتسهيل نقل أحجار البناء والمواد الأخرى، وكذلك نقل الأثاث الجنائزى الملكى.


وكانت قاعدة الهرم تتخذ الشكل المربع بقدر الأمكان بحيث يواجه كل جانب أحد الجهات الأصلية الأربعة مباشرة.


وكان الشرق يحدد بواسطة الملاحظة الفلكية لمكان شروق وغروب الشمس فى يومى الإعتدالين من كل عام. فكان المحور الشرقى الغربى يرسم أولا ثم يحدد المحور الشمالى الجنوبى باستخدام مثلث وبملاحظة نجم قطبى.


وكان الهرم يبنى باستخدام قطع من الحجر مجلوبة من الجانب الغربى بالقرب من الهضبة.


وكانت الأحجار تجر على منحدرات مكونة من قطع الحجر والطمى وذلك على زحافات بمساعدة الثيران.


وكان البناء عادة ما يبدأ بمد أول مدماك من الأحجار أفقياً والتأكد من أنه متساوى. ثم يعلو الطريق المنحدر المستخدم فى جر الأحجار تدريجياً حول البناء لرص الصف الثانى من الأحجار وهكذا. وكانت قوالب الحجر تصف الواحد فوق الآخر، وتملأ الفراغات بينها بالملاط وبشرائح الحجر لتسوية السطح.


ثم كسى الهرم بطبقة من الحجر الجيرى الأبيض المصقول والمقطوع من تلال المقطم على الضفة الشرقية من النيل. وعلى قمة الهرم وضع هريم منحوت من نفس الحجر أو من حجر أقوى.


ووفقاً لعبادة الشمس فى هليوبوليس وأسطورتها المتعلقة بخلق الكون، فإن تلاً صغيراً سمى بنبن فى اللغة المصرية كان يعد رمزاً لعبادة اله الشمس رع.


وكان هناك اعتقاد فى أنه إذا دفن الملك أسفل ذلك الرمز، فإنه سيحيى ما دامت الشمس تحيى.


وبعد تمام بناء الهرم كانت المنحدرات تزال من حوله

انتصارات مرنبتاح

بدأت الدول والشعوب القوية الصاعدة، في تحدي السيادة المصرية، في منطقة الشرق الأدنى القديم، وذلك منذ القرن السادس عشر قبل الميلاد، وما يليه.

وقد اضطر تحتمس الثالث ورمسيس الثاني، إلى اتخاذ خطوات حازمة في هذا الصدد، لمنع تلك الشعوب الطموحة، من التوسع خارج دولهم.


وكان يتعين على مرنبتاح، ابن رمسيس الثاني، استئناف الصراع ضد تحالف سوريا وفلسطين وليبيا، والذي هدد مصر في العام الخامس من حكمه.


وتحكي لوحة النصر الخاصة بالملك مرنبتاح، وهي عبارة عن لوحة منحوتة تم العثور عليها في معبده الجنزي بطيبة، قصة معاركه مع أعدائه، حيث ذكر شعب إسرائيل، لأول وآخر مرة في الآثار المصرية.

النمط المعماري لمعابد الدولة الحديثة

تتكون معابد الدولة الحديثة على الجانبين الشرقي والغربي لطيبة من صروح أو بيلونات (بوابات رئيسية) وصالات بهو معمدة وصالات مسقوفة وغرف جانبية ومقاصير مقدسة.

وصالات البهو المعمد هي أفنية محاطة بأعمدة، أما الصالات المسقوفة فإنها مغطاة بأسقف ترتكز على صفوف من الأعمدة.


وكان يسمح للعامة بدخول هذه الصالات فقط للتعبد؛ خاصة في أيام الأعياد.


بينما كان يسمح للكهنة بدخول الغرف الداخلية والمقاصير المقدسة للتعبد وتقديم القرابين للملك والأرباب.


والملوك ورؤساء الكهنة هم فقط الذين كان بإمكانهم دخول المقصورة الرئيسية، حيث حفظت تماثيل الأرباب.


وهنا يقدم الملك ورؤساء الكهنة القرابين ويقوموا بسكب الماء الطقسي وحرق البخور وتزويد تماثيل الأرباب بالأردية وأدوات الزينة.

أهم المراكز التجارية فى مصر الإسلامية

كانت الإسكندرية منذ القدم واحدة من أكبر أسواق العالم التجارية، وأكثرها حركة وازدحاما بالتجار. وكانت السفن تحمل إليها البضائع المختلفة من شتى البقاع، سواء من أثيوبيا أو الهند أو الصين. وكانت تأتيها السفن المحملة بالعاج، والبهار، والحرير، والفضة، وغيرها من المنتجات، حيث تبحر السفن من البحر الأحمر ومن خلال ميناء القلزم "السويس حاليا" تعبر فى قناة سيزوستريس "خليج أمير المؤمنين" أو "قناة الخليفة" حتى تصل إلى نهر النيل. ومن نهر النيل إلى الإسكندرية، ومن خلال ميناء الإسكندرية تبحر السفن إلى موانى البحر المتوسط المختلفة.

فى العصر الفاطمى، كانت الإسكندرية محطا للسفن التجارية القادمة من المغرب والأندلس إلى مصر والشام، ومنها تخرج السفن التى تحمل منتجات مصر من الشب والنطرون والمنسوجات الديبقية والتنيسية والاسكندرانية.


وكان يجلب من الإسكندرية الفواكه بالسفن إلى الفسطاط، وكذلك المنسوجات والتحف الزجاجية التى اشتهرت الإسكندرية بصناعتها فى العصر الفاطمى.


وفى العصر المملوكى، اهتم سلاطين المماليك بالاسكندرية. فنجد الظاهر بيبرس، يقوم بزيارتها أربع زيارات رسمية، ويأمر بتعمير أسوارها وتحصينها للدفاع عنها. وكذلك أمر بإعادة بناء منار الاسكندرية، وطهر ترعة الخليج "المحمودية الآن" التى تصل المياه العذبة إلى المدينة.


وكان بالإسكندرية، فى العصر المملوكى، عددا كبيرا من المحلات التى تعرض مختلف أنواع البضائع من الملابس والأقمشة والبسط والأوان المختلفة. وكان بها العديد من التجار من جنسيات مختلفة، يقيمون فى فنادق خاصة بهم، مثل فندق الطيبية وفندق الجوكندار، وفندق المرسيليين وغيرها من الفنادق. وكان نتيجة لهذا النشاط التجارى واختلاف العملات، أن وجدت محلات لتغيير العملة تشبه شركات الصرافة فى عصرنا الحالى وكان يطلق عليها اسم "حوانيت الصرف".


وكما كان للإسكندرية من دور عظيم فى التجارة الخارجية العالمية، فكانت أيضاً تسهم بقدر كبير فى التجارة الداخلية، حيث يفد إليها التجار من شتى أنحاء مصر ليحصلوا على البضائع بأسعار أقل من غيرها، أى بسعر الجملة بمصطلح عصرنا الحديث.


وكان نتيجة لهذه المكانة التجارية الهامة التى تمتعت بها الإسكندرية، أن تعرضت للعدوان من قبل بعض المدن الأخرى، والتى كانت ترغب فى القضاء على دور الإسكندرية التجارى. ومن أعنف هذه الحملات حملة ملك قبرص بطرس لوزنيان على الإسكندرية سنة 767هـ/1365م، فى عهد السلطان المملوكى الأشرف شعبان. لذلك اهتم سلاطين المماليك بالإسكندرية وحولوها من مجرد ولاية إلى نيابة للسلطنة، يحكمها أمير من أكابر الأمراء نائب عن السلطان.


وكانت رشيد ودمياط أيضا من المراكز التجارية الهامة فى مصر، حيث تميزا عن غيرهما، من مدن مصر الداخلية، بازدهار التجارة والصناعة معا. حيث ازدهرت بهما صناعة السفن التجارية والمراكب النيلية وكذلك صناعة المنسوجات. وكانا يعدا من أهم المواني المصرية التى تقع فى الجزء الشرقى من البحر المتوسط. وقد تعرضت كلا المدينتين إلى العديد من الهجمات العدوانية الخارجية، لذلك حرص حكام مصر على مر العصور على تحصين كلا المدينتين وتدعيمهما بالأسوار والقلاع للدفاع عنهما ضد أى اعتداء

ثياب فراعنة قدماء المصريين

ارتدى الفراعنة ثيابا مختلفة عن تلك التي كان يرتديها عامة الناس والنبلاء؛ وذلك لإظهار قوتهم وارتباطهم بالآرباب.

ويعد غطاء الرأس الملكي، النمس، رمزا ملكيا هاما؛ وقد كان في البداية قطعة من الكتان تجمع معا خلف الرأس.


وتبين تماثيل الملك نتجر خت أو زوسر بأنه، اعتبارا من الأسرة الثالثة، بدأ الملوك في ارتداء النمس فوق الباروكة.


وأصبح النمس رداء رأس ملكيا اعتبارا من الأسرة الرابعة؛ في وجود أو غيبة ضفائر على الرأس، لكن بوجه عام: في وجود ضفائر أكورديونية (قابلة للطي) تعرف بالطيات أو الحواشي أو الثنايا.


وكان شريط النمس يضغط بإحكام فوق الحاجبين ويربط من الخلف تحت "الضفيرة المرسلة على الظهر"؛ وهي التي لم تظهر حتى الدولة الوسطى. وقد قوي شريط النمس بقطعة من مادة صلبة مثل شريط من الجلد بين النمس والجبهة؛ وذلك لحفظ قماشة النمس من الاتساخ بالعرق، أو لمنعها من حك الجبين.


ويبدو أن اللحية المستعارة كانت تثبت في نفس نوع قطعة القماش. وصور النمس مخططا؛ سواء في اللوحات الجدارية أو في النقوش البارزة، واتخذ الجزء غير المخطط نفس اللون الأساسي للبدن.


وتظهر هذه المعالم واضحة في القناع الشهير للملك توت عنخ آمون، مثلما تظهر في تماثيل الشوابتي الصغيرة. ووفقا لبعض علماء المصريات، فإن النمس الذي صنع من الكتان؛ كان في الغالب جدا من لون واحد.


ومن الثياب الملكية أيضا، النقبة الملكية، التي تسمى بالشنديت. وقد ظهرت أول ما ظهرت في الأسرة الرابعة، ولم يطرأ عليها تغيير يذكر بعدها؛ بطول التاريخ المصري.


وكانت تلف حول بدن الملك في اتجاه معاكس لدوران عقارب الساعة. ويغطى المئزر الملكي تماما بضفائر أكوردونية. و


يختلف المئزر الملكي عن ذلك المقدس، من حيث أن الأخير ليست به تلك القطعة التي تتدلى من الأمام.

المطبخ المصري الفرعوني

بدأ المصريون منذ الدولة القديمة، في وضع تماثيل صغيرة من الحجر الجيري والخشب، للخدم وهم يعملون، في مقاصير القبور لخدمة المتوفى في العالم الآخر.

إذ يصورون وهم يقومون بخبيز الخبز وطحن الغلال، وعصر الجعة وشواء الطيور وذبح الثيران.


كما صورت المناظر والنقوش الموجودة على جدران القبور، الموضوعات نفسها، بما تبين من رجال ونساء منهمكين في تنظيف وإعداد السمك والطير، مستعملين نوعا خاصا من آنية الفخار للطبخ في التنور أو الموقد.

المسلات الفرعونية

المسلة عمود رباعي الأضلاع يتناقص مقطعه تدريجيا، لينتهي في أعلاه بشكل هرمي.

وقد ارتفعت المسلات في هليوبوليس والفيوم وتانيس في الدلتا وبمعبدي الأقصر والكرنك؛ أو تركت بمكانها الأصلي في أسوان، حيث كان المصريون القدماء يقومون بقطع صخور من قطعة واحدة ضخمة من محاجر الجرانيت، ثم ينقلونها إلى حيث يتقرر أن تقام؛ ويصقلونها وينقشونها ثم يرفعونها بدقة على قواعدها. وانطوت هذه الأعمال جميعا على مهارات فائقة.


ومن المرجح أن عملية إقامة مسلة في موضع محدد أمام صرح (بيلون) أو بوابة معبد، كانت تبدأ بكومة عالية من الرمال أو الرديم أعدت سلفا قريبا من المكان المقرر للمسلة.


ثم تسحب المسلة أفقيا فوق الكومة إلى موقعها أمام بوابة المعبد. وفي هذا الوضع تواجه قاعدة المسلة الأساس الذي يعد في شكل صندوق من كتل حجرية متينة، وفق أبعاد قاعدة المسلة. ويكون الصندوق مفتوحا من أعلاه، وممتلئا بالرمال.


وعندما تصل الحافة السفلية الثقيلة للمسلة المسحوبة إلى القاعدة، يبدأ العمال في إزالة الرمل من فتحة في قاع الصندوق؛ فتتحرك المسلة تدريجيا إلى أسفل داخل الصندوق، بداية من القاعدة الثقيلة إلى أن تنصب. وعندئذ يمكن إزالة الصندوق، ثم يبدأ صقل ونقش المسلة؛ باستخدام سقالات حولها.


وفي النهاية يوضع هريم مغطى بالإلكتروم (خليط من الذهب والفضة)، ومزين بمشاهد للأرباب والفرعون الذي كرسها، أعلى القمة.


وأما المسلات المقامة في لندن وباريس ونيويورك، فإنها نقلت ورفعت بوسائل ميكانيكية حديثة.

المرأة المصرية القديمة والجمال

استمتعت نساء الأسر المصرية القديمة الموسرة بحياة طيبة مع أزواجهن وعائلاتهن.

وقد صورن مرتديات ثيابا أنيقة طويلة حابكة؛ بشريط أو اثنين على الكتف. وقد صورت هذه الثياب في تمثال حامل القرابين ولوحة أمنمحات وعائلته، وفي لوحة نيث وبتاح والعائلة، وغيرهم. واللوحة هي حجر قائم بمسطح منحوت.


وكانت نساء مصر القديمة ترتدين أنواعا كثيرة من الحلي المصنوعة من خرز القيشاني والذهب والأحجار شبه الكريمة.


وكن يرتدين أيضا تيجانا مرصعة وأحزمة وأساور وعقودا وصدريات (والصدرية قطعة كبيرة من الحلي تلبس فوق الصدر). وكن يضعن زينتهن على الوجه لإبراز حسنهن.


وشكلن الحواجب على نحو رفيع دقيق، ووضعن الكحل على الرموش وحرصن كثيرا على تلوين الخدين والذقن والشفتين؛ باللون الأحمر. وكن يطلين أظافر اليدين والقدمين أيضا.


وكانت النساء يرتدين في المناسبات والولائم أكثر الثياب أناقة ويضعن على رءوسهن أقماعا من المراهم المعطرة

المرأة العاملة فى مصر القديمة

بالإضافة إلى دور المرأة فى رعاية الزوج والأبناء، عملت العديد من النساء المصريات فى مختلف المهن.

فقد عملت النساء كموسيقيات ومغنيات وراقصات كما يظهر ذلك فى النقوش التى تصور المواكب ، وكذلك فى النقوش الملونة التى تصور المآدب.

كما عملت نساء أخريات فى المنازل كخادمات حيث كن تقمن بالطهى وصنع الجعة والغسيل والتنظيف وتصفيف الشعر أيضاً كما هو مصور على تابوت كاويت.

ولقد صورت بعض النساء وهن تعملن مع أزواجهن فى زراعة الحقل أو جنى المحصول، بينما عملت أخريات كبائعات فى الأسواق كما كن يمثلن وقد حملن أطفالهن معهن.

وكما يظهر فى نقش نفر سشم بتاح فإن النساء عملن أيضاً فى عمل الحلى وغيرها من أدوات الزينة.

وقد عملت النساء بجانب الرجال فى ورش النسيج فى عمليتى الغزل والنسيج. وكان من النساء أيضاً نائحات محترفات تخرجن فى المواكب الجنائزية.

ولقد تعلمت بعض النساء المصريات وعرفن القراءة والكتابة، وقد عملت هؤلاء النساء ككاهنات طقسيات لحتحور وإيزيس وموت ومين ونيت وباكت وتحوت وأنوبيس. وقليل من النساء عملن ككاتبات أو طبيبات.

كما حملت بعض النساء لقب الزوجات الإلهيات لآمون، وهى مكانة ارتقت إليها بعض أميرات العصر المتأخر اللاتى لعبن دوراً سياسياً ودينياً هاماً فى المجتمع. وكانت هولاء السيدات قويات جداً لدرجة أنهن تحكمن فى إدارة وموارد معبد آمون رع بالكرنك

كنز عثر عليه مصادفة

كان لإقامة محطة قطار وجسر في تل بسطة، المعروفة قديما ببوباسطة قرب الزقازيق في شرق الدلتا، الفضل في اكتشاف كنز من الأواني الذهبية والفضية والمصوغات. وهو الآن مقسم بين المتحف المصري، ومتحف المتروبوليتان فى نيويورك، ومتحف برلين.

وهناك احتمال كبير، أن تكون تلك الحلي قد أخذت من قصر ملكي في بر رمسيس، وتم إخفاؤها في مخزن بمعبد القطة الربة باستت.


ويبدو أن هذا الكنز قد ترك إلى أن عثر عليه عمال البناء، حوالي عام ألف وتسعمائة وستة أو ألف وتسعمائة وسبعة، أي بعد مرور ثلاثة آلاف عاماً تقريباً على إخفائها.

مجوهرات الملكة آياح حتب

في عام ألف وثمانمائة وتسعة وخمسين ميلادياً، تم اكتشاف مقبرة الملكة آياح حتب، زوجة الملك سيقنن رع تاعا، وأم الملك أحمس الأول، في دراع أبو النجا بطيبة، وكانت المقبرة سليمة تقريبا.

واحتوى التابوت المغطى بالذهب، على المومياء المتحللة للملكة، والعديد من الحلي والأسلحة، مثل الأساور والقلائد، والدلايات وعقد، والبلطة الشعائرية وخنجر، بالإضافة إلى نموذجين لمراكب من الذهب والفضة.


وقد حصلت هذه الملكة على تلك المشغولات الرائعة، بعد تحرير البلاد من الهكسوس، بصفتها أم الملك كامس وأحمس، ولمواقفها الشجاعة المساندة لزوجها الراحل، وولديها أثناء الصراع من أجل التحرير.

مجوهرات الأسرة الأولى

كانت فترة الأسرات المبكرة، أو عصر الأسرة الأولى والثانية، حقبة إرساء أسس الحضارة في مصر القديمة. واكتسبت الكتابة الهيروغليفية في هذه الفترة، المزيد من الرموز، وتميزت بدقة الأسلوب والشكل.

كما تقدمت إدارة الدولة بشكل مذهل، وتطورت كثيرا طقوس الأرباب وشعائر الموتى.


والمثير للدهشة، أن هذه الفترة المبكرة شهدت صناعة مجوهرات "جر"؛ أحد ملوك الأسرة الأولى، بتميز الصنعة، وبالذوق الرفيع في استعمال وصقل الأحجار شبه الكريمة، وتصميم العديد من الأشكال المبتكرة.

المجموعة الملكية في مصر القديمة

تعتبر المجموعة الأثرية التي عثر عليها في قبر توت عنخ آمون الأسطوري فخرا للمتحف المصري.

وكوكبة هذه المجموعة هو كنز توت عنخ آمون ويحتوي هذا الكنز على توابيت وكمية ضخمة من المجوهرات المصنوعة من الذهب والأحجار نصف الكريمة والزجاج الملون.


وهذه المشغولات الذهبية القيمة تكشف عن مستوى رفيع ومتقدم في الصياغة التي لم تشهدها أي مجموعة أخرى.


وهي تبرز الإبداع وتعدد التصميمات التي كان يتقنها الصائغ المصري القديم في أكثر الحقب التاريخية إزدهارا ألا وهي الأسرة الثامنة عشر.

مؤامرات الحريم في مصر القديمة

كان على العديد من الملوك الحذر من مؤامرات الحريم، حيث كانت الزوجات الثانويات تحاولن التخطيط لقتل الملك أو الإطاحة به لتثبيت أبنائهن كحكام للبلاد.

وقد شرع امنمحات الأول فى حل مشاكل عصر الإضمحلال الأول، فحاول أن يحمى حدود مصر من الغزو وأن يضمن خلافة شرعية على العرش، إلا أنه قتل نتيجة لمؤامرة من الحريم. ولم تكن هذه هى أول مكيدة تقيد على الحريم، وكان على أمنمحات الأول أن يعنى بأن يجعل خليفته، سنوسرت الأول، ولياً للعهد منذ العام 20 من حكمه.


ويعد هذه هى المرة الأولى فى التاريخ المصرى بأن يقوم ملك بتعيين ولياً للعهد فى أثناء حياته.


والملك رمسيس الثالث، آخر الملوك العظام فى الدولة الحديثة، قتل نتيجة مؤامرة خرجت من الحريم الملكى. حيث رغبت إحدى الزوجات الثانويات، وهى الملكة تى، فى أن تجعل ابنها بنتاؤر يخلف والده على العرش. فقامت بتدبير مؤامرة بمساعدة بعض رجال الحاشية.


ولقد جاء فى التقارير أنهم جمعوا الناس وأثاروا العداوة من أجل أن تقوم بتمرد على سيدها. وكان عدد المتآمرين 29 رجلاً وست زوجات. وبالإضافة إلى أنهم حاولوا قتل الملك المسن باستخدام سلاح غير معروف، فإنهم أيضاً لجأوا للسحر الأسود وعملوا صوراً من الشمع لقتل الملك الذى يبدو أنه جرج جرحاً شديداً مات على أثره. وقد عوقب المتآمرون عقاباً عسيراً

المكائد المصرية القديمة

فى خلال التاريخ المصرى القديم، كان الحكام عرضة للعنف وللمؤامرات السرية من أقرب الناس إليهم.

ففى عصر الأسرة الثانية، عزل الملك حتب سخم وى من السلطة نتيجة انقلاب عسكرى نظمه أخوه رنب. وملك آخر من الأسرة الثانية أيضاً، هو الملك بر ايب سن، ربما وصل للسلطة عن طريق التدبير لإنقلاب ضد الملك نى نتر.


وفى الأسرة الرابعة، نجح رع دجدف، وهو ابن للملك خوفو من زوجة ثانوية، فى الوصول للعرش بعد أن قتل أخيه الأمير كا وعب، الوريث الشرعى للعرش. كما أنه تزوج من حتب حرس، أرمله أخيه المقتول.


وكذلك الملك تتى، مؤسس الأسرة السادسة قتل أيضاً على يد حراسه. ويعتقد المؤرخون أن زوجته الملكة ايبوت، ابنه الملك ونيس من الأسرة السادسة، هى التى أعطته القوة الملكية. وهذه الملكة هى أم الملك ببى الأول، الذى اختفت زوجته بعد أن تم كشفها فى مؤامرة دبرها الحريم ضد العرش.


كما يبدو أن الملك أمنمحات الأول، مؤسس الأسرة الثانية عشرة، قتل فى العام 30 من حكمه نتيجة لمؤامرة من الحريم.


وكذلك الحال بالنسبة للملك رمسيس الثالث الذى قتل على أثر مؤامرة من الحريم.

مؤامرات أسطورية

احتوت الأساطير المصرية القديمة على العديد من القصص عن المكائد والمؤامرات.

وربما كانت من أشهر هذه القصص قصة أوزوريس، حيث قام أخوه ست بتدبير مؤامرة ضده. وبالفعل قتل أوزوريس وقطع جسده إلى قطع وألقى به فى النيل. وعندئذ، بحثت إيزيس، زوجة أوزوريس عن زوجها وجمعت أجزاء جسمه مرة أخرى وبعثته فى العالم الآخر كملك حى ورب فى مملكة الموتى. وعن طريق السحر، أنجبت ابناً، هو حورس، الذى هزم ست.


وهناك أسطورة أخرى تحكى عن الزمن الذى دبر فيه البشر مؤامرة ضد رب الشمس رع. فقام رع بإرسال سخمت، الصورة المنتقمة لحتحور، لكى تقتل هؤلاء البشر. إلا أن سخمت استمتعت بهذه المهمة جداًً لدرجة أنها قضت على كل البشر تقريباً. وهنا خدعها رع سخمت بأن سقاها كميات كبيرة من الجعة الملونة والتى تشبه لون الدم حتى توقفت عن القتل. كما اعتقد المصريون أن شو، رب الهواء الجاف والرياح والجو كان ثانى ملك حكم بعد رع.


وقام الجان الثعابين أتباع أبيبى بالمكيدة له واعتدوا عليه. واستطاع شو أن يهزوهم، ولكنه مات نتيجة لمؤامرتهم، وما لبث أن ثار عليه أتباعه، فعاد شو إلى السماوات وترك عرشه لإبنه جب رب الأرض

الهيروغليفية

كان النظام الأساسي للكتابة في مصر القديمة بالعلامات الهيروغليفية التي بدأت تأخذ شكلها حوالي عام 3000 ق.م وبلغت المستوى المعياري المقبول في وقت مبكر من الأسرة الأولى. وهناك آلاف العلامات التي وصفها قدماء المصريين بأنها "كلمات مقدسة".

وتأتي كلمة "هيروغليفي" من اللغة اليونانية، وفيها: "هيروس" بمعنى مقدس، "جلوبتين" بمعنى نص مكتوب منقوش؛ حيث ظنها الإغريق تستخدم فقط للنقش على الآثار أو النـُّصب التي شيدت لكي تبقى إلى الأبد.


وكانت الحروف (العلامات) الهيروغليفية تنحت أو ترسم على جدران المعابد والمقابر، وعلى أدوات الدفن، وعلى اللوحات بجميع أنواعها، وعلى قطع الحلي، وعلى الأبواب الوهمية.


وتـُعنى النصوص الهيروغليفية بكافة الأمور التي يراد لها أن تبقى مكتوبة إلى الأبد؛ وخاصة النصوص الدينية والتاريخية والسياسية والسيَر.


وتمثل كل علامة هيروغليفية شيئا واقعيا له وجود فعلي في الحياة اليومية المصرية القديمة: مثل النباتات وأجزاء الجسد والأشكال الهندسية والطيور. وقد تستخدم تلك العلامات لكتابة الكلمة، أو الشكل (فتسمى إيديوجرام) أو لكي تعطي نطق الكلمة، أو الصوت (فتسمى فونوجرام).


ولم تفقد الهيروغليفية أبدا خصائصها التصويرية، وذهبت ارتباطاتها الفنية الجمالية إلى ما وراء شكل العلامات؛ لكي تشتمل على مجموعات ألفاظ وتوليفات نصوص وصور.


ويمكن أن يقرأ النص الهيروغليفي في اتجاهين مختلفين، إما في أسطر رأسية أو أفقية؛ من اليمين إلى اليسار أو العكس، خاصة عندما يسهم الأخير في تحقيق التماثل مع نص آخر؛ فيُقرأ الاثنان باتجاه المحور الأوسط للنُّصب أو الأثر: كما هو الحال مع الباب الوهمي للمدعو "إيكا". ولا تتوفر هذه الخصائص أبدا في الكتابة الهيراطيقية والديموطيقية للنصوص.


وكانت الهيروغليفية المختصرة والجارية (المتصلة) قليلا - تكتب بالحبر، وفي العادة من اليمين إلى اليسار، مثلا: "كتاب أمديوات" و "كتاب الموتى". وتوجد آخر النصوص التي كتبت بالهيروغليفية بجزيرة فيلا، وترجع إلى القرن الرابع الميلادي.


وقد هجرت الكتابة الهيروغليفية فيما بعد، لأنها اعتبرت جزءا من التراث "الوثني" لمصر؛ وبالتالي غير مناسبة لكتابة النصوص المسيحية.


وأصبحت اللغة المصرية القديمة، بعد القرن الرابع الميلادي، تكتب بالحروف الإغريقية الاستهلالية (الكبيرة)، بالإضافة إلى ستة أحرف مشتقة من العلامات الديموطيقية؛ للتعويض عن القيم الصوتية التي لا وجود لها في اللغة اليونانية

انتشار اللغة المصرية القديمة

تنتمي اللغة المصرية القديمة إلى العائلة الأفرو آسيوية المنتشرة منذ القدم وحتى الوقت الحاضر؛ في شمال أفريقيا وشرق البحر المتوسط وغرب آسيا. وتضم هذه المجموعات لغات متحَدثة اليوم؛ مثل البربرية والكوشتية في شمال أفريقيا والعربية والعبرية في الشرق الأوسط.

ومن الواضح أن اللغة المصرية القديمة بدأت تأخذ شكلها قبل تطور الفرعين الأفريقي والآسيوي إلى مجموعتيهما المنفصلتين الحاليتين، إذ أنهما تظلان تحتويان على ألفاظ من اللغة المصرية القديمة؛ خاصة تلك السائدة في عصر الدولة الحديثة.


وعندما استخدم قدماء المصريين ألفاظا سامية، مثلا، ودونوها بالكتابة الهيروغليفية؛ فإنهم كانوا يميزونها كألفاظ أجنبية، من خلال نظام هجاء خاص.


ولقد عرفت اللغة المصرية القديمة من نصوص تغطي فترة نحو أربعة آلاف عام؛ من حوالي 3000 ق.م، وحتى أواخر الألفية الميلادية الأولى: عندما حلت اللغة العربية محلها، كلغة تحدُّث.


وتعد اللغة المصرية القديمة الآن "لغة ميتة"، فلم تعد تستخدم: شأنها في ذلك شأن اللغة اللاتينية. ويبقى استخدامها محصورا، إلى حد ما، في طقوس وشعائر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

الكتابة كأسلوب زخرفي على التحف الإسلامية

ترتبط اللغة العربية بمعاني روحية لدى المسلمين، لأنها ترتبط كلية بالقرآن الكريم وأحاديث النبي محمد عليه الصلاة والسلام.

واستخدام الكتابة لإيجاد زخارف على التحف هي وسيلة لتحاشي مشكلة استخدام رسوم الكائنات الحية التي كانت مكروهة لدى كثير من الفقهاء.


ونجد العديد من التحف مثل المشكاوات والشماعد والأطباق وشواهد القبور قد حفلت بالكتابات التي استخدمت لأغراض زخرفية أو تذكارية.


وكانت الكتابة من ثم تتناسب مع وظيفة التحفة التي كتبت عليها. فثمة عدد كبير من التحف الإسلامية تؤرخ لمختلف العصور الإسلامية حفلت بالعبارات الدعائية المكتوبة عليها والخاصة بمالكي هذه التحف والتي تشمل ألقابهم والثناء عليهم والدعاء لهم.


وثمة نمط أخر من الكتابات التاريخية التي تشير إلى ألقاب ورنوك السلاطين والملوك. ونجدها على المشكاوات، والحجر، والتحف الرخامية والمعدنية.


وهنا نجد أن الكتابة الموجودة على المباني يمكن أن تستخدم لتأريخ هذه المباني، ومثال ذلك النص التأسيسي لمسجد أحمد بن طولون، والذي يعتبر أقدم نص تأسيسي لمسجد في مصر الإسلامية. وكذلك تلك المحاريب الفاطمية الرائعة الموجودة بداخل هذا المسجد.


وفي بعض الأحيان فان تلك الكتابات نستدل بها على أسماء بعض مهندسي المساجد مثل محمد بن بيليك مهندس مدرسة السلطان حسن

الكتابة الهيراطيقية

كانت الكتابة الهيراطيقية نوعا من أساليب الكتابة الجارية (المتصلة) التي تطورت، فيما هو واضح، في نفس الوقت مع الكتابة الهيروغليفية؛ فاستخدم النظامان جنبا إلى جنب.

وجاءت التسمية "هيراطيقي" من كلمة يونانية بمعنى كاهن؛ حيث كانت تستخدم فقط في كتابة النصوص الدينية.


وكانت الهيراطيقية تدون بفرشاة من البوص (الغاب) والحبر، ودائما من اليمين إلى اليسار؛ على أوراق البردي والجلد والألواح الخشبية والأوستراكا ( وهي شقافاتُ أو كِسارات فخار)، وكذلك الكتان: فالخطاب إلى الموتى من الدولة القديمة، وشارات التعريف للمومياوات، كتلك التي على تابوت رمسيس الثاني، كتبت جميعا على الكتان.


واستخدمت الكتابة الهيراطيقية أيضا في تدوين الوثائق التجارية والحسابات والرسائل. وكانت تدون عامة في صفوف، وأحيانا في أعمدة؛ تحديدا بعد 1800 ق.م. ولقد اختلفت النصوص الهيراطيقية وفق مهارات الكتابة لدى الكاتب ونوع النص.


وتبين النصوص الهيراطيقية المتبقية عامة عناية فائقة بجمال الخط للنصوص الأدبية والدينية، مع طريقة اختزالية متصلة للكتابة السريعة؛ وخاصة بالنسبة للسجلات القانونية والوثائق الإدارية. ومن ناحية أخرى، فإن الرسائل الخاصة تعكس نطاقا واسعا من الكتابة اليدوية.


والفارق الرئيسي بين الكتابة الهيروغليفية والكتابة الهيراطيقية هو في وصل العلامات (الأحرف)، ويسمى بالربط؛ والذي استخدم عامة لتشكيل أزواج أو مجموعات مختصرة من العلامات في الكتابة الجارية (الموصولة) للنصوص

الكتابة القبطية

فى الفترة الاخيرة من اللغة المصرية القديمة، قام اليونانيون بالتعرف على ابجديتهم الخاصة لكتابة المصرى القديم، محدثاً تعديل فى اسم اللغة. لقد سميت اذاً القبطية.

علامات الابجدية اليونانية اكتملت بوجود سبعة علامات ديموطيقية لتمثيل الاصوات الغير موجودة فى اليونانية. هذه الحروف تنطق "ش"،"ف"،"ه"،"ج"،"اتش"،"تى"، التى لا نظير لهم فى اليونانية. بعض الحروف، مثل الحروف "ل"،"م"،"ن" و "ر" كانت تستخدم بطريقة متبادلة.


فمثلاً، كلمة "نس" تعنى "لسان" اصبحت "لس". فهناك اختلافات متعددة بين الكتابة القبطية والكتابات المصرية القديمة. القبطية كتبت باستخدام الحروف الساكنة والمتحركة، لذا فالكتابات القديمة كانت تتكون من الحروف الساكنة فقط

الكتابة الديموطيقية

كانت الديموطيقية أكثر أنواع الكتابة، التي طورها قدماء المصريين، اختصارا واتصالا. وقد أصبحت الديموطيقية كتابة الاستخدام اليومي، بداية من منتصف القرن الثامن قبل الميلاد؛ وحتى القرن الرابع الميلادي.

ويأتي مصطلح "ديموطيقي" من الإغريقية بمعنى "ناس أو شعبي". ومن الواضح أن الديموطيقية قد تطورت في مصر السفلى (الوجه البحري) خلال الأسرة السادسة والعشرين؛ ويرجع تاريخ أقدم وثيقة (معروفة) مكتوبة بالديموطيقية إلى السنة الحادية والعشرين من حكم الملك بسماتيك الأول(حوالى 643 ق.م.)، وتأتي من الفيوم.


وقد تطورت الديموطيقية أساسا من الهيراطيقية، وكانت تكتب مثلها: من اليمين إلى اليسار، دائما. كما أن النصوص الديموطيقية كانت تدون بالحبر، وباستخدام فرشاة (قلم) من البوص (الغاب)؛ على أوراق البردي أو الأوستراكا (كسر الفخار).


وإضافة إلى تلك المواد، فإن النصوص الديموطيقية كانت تدون أيضا على الخشب أو الكتان، أو تنحت في الحجر أو المعدن.


وكانت الكتابة الديموططيقية تستخدم في تدوين النصوص الدينية أو التعويذات السحرية، ونصوص تدريب الكتبة والرسائل والوثائق القانونية والتجارية

الكاتب المصري القديم

كانت صورة الرجل الذي يجلس متربعا ويمسك بلفافة بردي على حجره، مثل تلك الصور المعروضة بالمتحف المصري، هي الهيئة التقليدية التي يظهر بها الكتبة عبر التاريخ المصري القديم.

ولقد كان للكتبة دور أساسي في الحياة الفكرية والثقافية في مصر القديمة، واعتـُبروا الفنانين الرئيسيين لحضارتها.


والمعنى المصري القديم لمصطلح "الكاتب" إنما هو يأتي في محتوى التخطيط (الرسم) والخلق (الإبداع)، وليس في محتوى الإمساك بفرشاة للكتابة، أو محتوى ذلك الذي يقرأ.


وعلى الرغم من أن المهمة الأساسية للكتبة كانت إدارية في طبيعتها، فإنهم كانوا حفظة التقاليد (السير) المحكية، في ربوع مصر كلها؛ وهو دور يظل باقيا، إلى العصر الحديث، في أشكال مختلفة.


والكتبة الكهان في بيت الحياة، مثلا، ذهبوا، ببساطة، إلى ما وراء مجرد المحافظة على النصوص القديمة؛ وبدلا من ذلك، كانت لهم قدرتهم الإبداعية الخلاقة التي مكنتهم من تحرير ومراجعة الكثير من النصوص الدينية اللاهوتية والطقسية والطبية والسحرية التعويذية. وبحلول عصر الدولة القديمة، كانت لهم القدرة على القيام بتأليف نصوص أدبية جديدة واسعة الانتشار.


وتعرض النصوص المحفوظة من ذلك العصر، فصاعدا؛ حكايات وقصصا جديدة، وأنواع أخرى من الأدب لم تكن معروفة ذي قبل.


ولقد اتسعت دائرة الكتبة، بوضوح، لكي تضم أعضاءً لم يكونوا بالضرورة من النخبة؛ كما كان الحال في عصر الدولة القديمة.


وكانت مفاهيم التربية والتعليم ودلالاتها وأهميتها واسعة الانتشار في مصر القديمة؛ وهو ما برز واضحا من خلال الأعمال الأدبية في تلك الفترة.


وكان لإسهامات الكتبة في المجتمع خلال عصر الرعامسة تقديرها الكبير لدى البيت الملكي ولدى الأجيال الأحدث سنا بين الكتبة

المرأة فى القانونين المصرى القديم والاغريقى

توجد فوارق عديدة بين التشريعين المصرى القديم والاغريقى، فى نظرة كل منهما الى المرأة، فقد كانت تتمتع فى كنف القانون المصرى بمكانة اجتماعية وقدر من الاستقلال لم تعترف بهما الشرائع الاغريقية، حيث كان من حقها التصرف بحرية فى نفسها وفيما تملك دون أى قيد أو شرط.

كما كانت تتزوج بمحض ارادتها وبشروط كانت عادة ثقيلة على الزوج الى حد انها كانت تجعل تعدد الزوجات أمرا متعذرا فى الواقع، وان كان مباحا من حيث المبدأ. وكانت أيضا تستطيع الانفصال عن زوجها متى شاءت.


ويعتقد كثير من العلماء ان القانون المصرى كان يعترف بنوعين من الزواج، أحدهما "الزواج الكامل" والآخر "زواج المتعة أو التجربة". ويفسر النوع الأول بأنه زواج يثبت وجوده عقد رسمى، أما النوع الثانى فهو زواج لفترة محددة قد يتحول بعدها الى زواج كامل.


و وفقا للقانونين المصرى والاغريقى كان لكل الطرفين حق الطلاق، وكان الطلاق يتم بمجرد انفصال الطرفين وتحرير وثيقة من صورتين يثبت فيهما انه لم يعد لأحد الطرفين حقوق قبل الطرف الآخر. وهكذا كان للمرأة تشريعات خاصة بها تجنبها من مصاعب الحياة.


ولكن المرأة فى القانون الاغريقى قاصرا، حيث كانت المرأة فى حاجة الى وصى شرعى عليها فى كل تصرفاتها.


أثناء حكم البطالمة لمصر، ساووا بين المرأة المصرية والاغريقية، ليس برفع الاغريقية الى مستوى المصرية ولكن بهبوط الاخيرة الى مستوى الاولى

القتل والتشويه فى مصر البطلمية

مع النصف الأخير للأسرة البطلمية، كان حكم مصر يشتمل على العنف والخداع والعلاقات الاسرية المعقدة مثل أخ يقاتل أخيه، الزوجات يخدعن أزواجهن، والأم تكون ضد ابنها الوحيد. ومع عام 163 ق.م نجد بطلميوس الثامن، يورجيتيس الثانى، المعروف ايضا( بسيخون)، قد حكم مع أخيه، بطلميوس السادس، أو فيلوماتور (المحب لأمه).

بعدما مات فيلوماتور، استولى ابنه فيلوباتور (أى المحب لأبيه) على العرش مع أمه كليوباترا الثانية كوصية عليه. تزوج بطلميوس الثامن(بسيخون) كليوباترا الثانية فى عام 144 ق.م، وقتل فيلوباتور فى حفل العرس. أخذ (بسيخون) كليوباترا الثالثة، ابنة أخيه، كزوجة فى عام 142 ق.م. وهو لم يكن قادرا على أن يطلق كليوباترا الثانية. والتى قادت بنجاح الثورة ضده فى عام 132 ق.م. وقد أعاد الأسكندرية فى عام 127ق.م، والحكم السلمى مع الملكتين المتتابعتين من عام 124ق.م.


عندما مات بطلميوس الثامن ترك قوته لكليوباترا الثالثة وتختار من تشاء من أولاده. اتهمت كليوباترا الثالثة أكبر أبنائها (لاتيروس) بمحاولة قتلها وقامت بنفيه الى الخارج. وحكمت مع الاسكندر الاول حتى تعبت منه وارغمته على ان يترك الاسكندرية. فى عام 101 ق.م، هو عاد مرة أخرى ليسوى خلافاته ولكن بدلا من ذلك تم اغتياله. بعد موته، زوجته كليوباترا برنيكى، ابنة أخيه لاتيروس، حكمت بمفردها حوالى عام. وكانت مدفوعة أن تتزوج بطليموس الحادى عشر ربيبها الشاب، او ربما ابنها، لكنه قتلها غدرا بعد تسعة عشر يوما من الزواج، وأعدم بواسطة جماهير الاسكندرية.


اخذ الابن الغير الشرعى للاتيروس، بطلميوس الثانى عشر، قوة من ذلك. وقد أستبعد من الاسكندرية فى عام 58 ق.م وترك أخته والتى هى زوجته كليوباترا الخامسة (تريفاينا) وابنته الاكبر سنا برنيكى الرابعة كوصية عليه. بعد حوالى عام، قتلت الام وتركت برنيكى الرابعة التى ارغمت أن تتزوج سيليكوس كيبيوساكتيس، ولكنها شنقته.


عاد أبيها بطلميوس الثانى عشر الى الحكم وترك المملكة الى كليوباترا الشهيرة بالسابعة عندما مات. كليوباترا السابعة كانت آخر حكام البطالمة فى مصر. هى تزوجت اخيها بطلميوس الثالث عشر، ولكنها سلمت أمرها لقيصر الذى قرر أن كليوباترا وأخيها يجب أن يشتركا فى الحكم وفق وصية والديهما. أما اخوها فقد حارب ضد قيصر ومات غريقا

الفن في عصر العمارنة

كان إخناتون يدعو إلى ديانة أتون الجديدة، والتي تعتمد على مفاهيم ماعت، أي الحقيقة، كما تعتمد أيضا على الواقعية في الفن وفي العلاقات الإنسانية أيضا.

وقد كان إخناتون الكاهن الوحيد لأتون، الذي يمثل بقرص الشمس، وأشعة تنتهي بأيد بشرية تمنح الحياة والرخاء، للملك وعائلته، ولذا فإن تماثيل هذه الحقبة، تميزت بالأسلوب الواقعي.


وقد كانت فيما سبق، تميل إلى المبالغة والغرابة، ثم أصبحت أقل صرامة إلى حد ما، وفي فترة لاحقة تميزت بالملامح المتسقة

الفن في عصر الدولة القديمة

إن تماثيل الملوك والخاصة، وكذلك اللوحات المصورة والمحفورة، عكست مفاهيم فنية، هدفها خدمة طقوس الآلهة والملوك والموتى.

ونجد للتماثيل الملكية أوضاعا تقليدية ذات خطوط مثالية للوجه، تسعى لتصوير الشخصيات الملكية، في بنيان جسدي قوي، وأحيانا مع بعض اللمسات الواقعية، التي هي أقل حدة لتفاصيل الوجه.


ولعلنا نستطيع تتبع ذلك في تمثال زوسر، والتمثال الوحيد المتبقي للملك خوفو، ونماذج الملك خفرع بالأحجار المختلفة، والمجموعات الثلاثية للملك منكاو رع، ورأس الملك أوسركاف.


أما تماثيل الخاصة، فقد اتبعت نفس المفاهيم الفنية، ولكن كانت لديها حرية أكبر في الحركة، وتنوع أكثر لأوضاعهم.


وقد حفر الفنانون تماثيل جالسة للكتاب، وتماثيل لأشخاص واقفة أو راكعة أو عابدة، وأخرى منشغلة بالأعمال المنزلية.


وأمثلة لذلك، نجدها في تماثيل الأمير رع حتب وزوجته نفرت، اللذين يبدوان كأشخاص حقيقية، بسبب ألوانهم وعيونهم المطعمة.


ونراها أيضا في التمثال الخشبي لكاعبر ذو الخطوط الواقعية في حفر وجهه وجسده، وكذلك جزعه الآخر وجزع زوجته، جميعهم أمثلة جيدة لتماثيل الخاصة في تلك الحقبة.


اللوحات المحفورة والمصورة، بدأت بملء الفراغات الموجودة على جدران المعابد والمقابر، لتصوير أنشطة الحياة اليومية في المنازل والضيعات والورش.


وكانت هناك أيضا مناظر ترفيهية، وأخرى تصور تقديم القرابين. هذه المناظر نفذت أحيانا بحركات حرة، لمجموعات العمال، وكذلك الحيوانات والطيور.


الحفر البارز والحفر الغائر، واللوحات المصورة، قد نفذت بنسب جيدة، وتفاصيل دقيقة، خاصة تلك الموجودة في مقابر سقارة

العصر الذهبي للفن المصري القديم

تعد الدولة الحديثة العصر الذهبي لتاريخ مصر الفرعوني الفنى.

وتمثل هذه المجموعة من التماثيل واللوحات المحفورة والمصورة، نموذجا رائعا للطراز الكلاسيكي للدولة القديمة.


هذه التحف الفنية الفريدة، قد اعترضها طراز واقعي آخر فى عصر إخناتون، يميل إلى المبالغة ويصل إلى حد الغلظة.


أما العصر المتأخر، فقد سعى إلى الإبقاء على مستوى الطراز المثالي الذي كان ساريا في الدولة الحديثة.

عازل شمسي أو شمسيه من مصر القديمة

منذ الدولة القديمة اعتاد كبار رجال الدولة الاستعانة بالخدم لحمل الشمسيات أو عازلات الشمس لحمايتهم من الحرارة الشديده.

وكانت مكونة من عصا طويلة تحمل بروازا خشبيا مغطى بقطعة قماش أو لوح خشبي.


وكان الخادم يحرك هذه المظلة فوق رأس السيد بحسب اتجاه الشمس ليحجب عنه حرارتها.

أعمال قدامى المهندسين المصريين

سمي قدامى المهندسين المصريين "رؤساء الأبنية"، وكانوا يتمتعون بالموهبة في تصميم أكبر المشروعات الدينية والجنزية، فضلا عن الأبنية المدنية.

ولعلنا هنا نخص بالذكر ضمن كثيرين، إيمحتب صاحب أبنية الهرم المدرج، وحميونو باني هرم الجيزة الأكبر، وانيني مهندس تحتمس الأول، وسننموت مصمم الدير البحري، وامنحتب بن حابو المسئول عن أبنية طيبة في عهد أمنحتب الثالث.


ولدينا فضلا عما بقي من آثار، ما عثر عليه من تصميمات ومساقط لبيوت وقبور، مرسومة على حوائط القبور والمعابد. وكذلك عثر على تصميمين أوليين يبينان دقة عمل المهندسين، وقد رسما على البردي والحجر.


أما تصميم قبر رمسيس الرابع، فقد سجل على قطعة من بردي، محفوظة حاليا بمتحف الآثار المصرية بتورين بإيطاليا، حيث سجلت عناصر القبر المعمارية، مع الألوان والأوصاف بالتفصيل فى هذه القطعة من البردى.

صناعة الزجاج وزخرفته في مصر القديمة

زخرف المصريون حوائط أبنية زوسر الجنزية، الكائنة تحت الأرض، من عصر الأسرة الثالثة، ببلاطات من قيشاني.

وكذلك صنعوا التماثيل والأواني والتمائم، من قيشاني بمختلف الألوان. وكسوا به النقوش الجدارية والزخارف، فضلا عن قطع الأثاث، المحلاة بعجينة الزجاج أو الزجاج الملون.


أما أواني الزجاج متعدد الألوان، فلعله تم صناعته لأول مرة في سوريا، ثم حمل إلى مصر ضمن الهدايا أو المقايضة بمنتجات مصرية منذ مطلع الدولة الحديثة.


ومع ذلك يبدو وكأن المصريين أنفسهم نجحوا في إنتاج أوان من زجاج متعدد الألوان في ورشهم، على نفس الطراز الأجنبي، وبنفس التقنية التي تم نقلها عن سوريا.

السقا

السقا هو الشخص المسئول عن نقل المياه الصالحة للشرب من النيل أو مصادر المياه الجوفية إلى هؤلاء الذين يحتاجون إليها.

وكان بعضهم ينقلها إلى المنازل بينما ينقلها البعض الآخر للمساجد والمدارس والخانقاوات، كما كان البعض ينقلها إلى خزانات الأسبله مثل السبيل الملحق بمجموعة المنصور قلاوون بالنحاسين.


وكان السقا واحداً من أشهر الوظائف وأهمهم في مصر الإسلامية بما يقوم به من دور حيوي في المجتمع المصري حيث أن القنوات الصغيرة لم تكن تصل للمنازل المصرية.


والسقا يجب أن يكون سليم البدن، خال من الأمراض الظاهرة والباطنة بالإضافة إلى نظافة هيئته، حيث يمكن أن يتسبب في نقل الأمراض التي يحملها عندما ينقل الماء.


كما يجب أن يتصف بالأمانة الشخصية والورع بما أنه الشخص الوحيد الذي كان يسمح له بدخول البيوت في ظل غياب رب البيت. و


كان السقا يحمل قربة معينة يجب أن تصنع من نوع محدد من جلود الحيوان بحيث يتصف بالنظافة وعدم وجود روائح كريهة تؤثر في المياه.


وقد كان للمحتسب حق الإشراف على الأسواق والسلوك العام فى الشوارع، كما كان له الحق فى الإشراف على السقايين وفحص مدى نظافتهم، حيث كان يشترط عليهم جمع الماء من مناطق معينة من نهر النيل بحيث تكون بعيدة عن القاذورات أو الفضلات الملقاه.


وكان من الأهمية بمكان جمع المياه من منتصف النهر أو "بحر النيل" كما يشير المؤرخون.


وكان هناك عدد كبير ممن يمتهنون هذه الوظيفة حيث كانت لهم أماكن يعيشون فيها وحارة تحمل أسمهم تعرف بحارة السقايين.

الفسطاط، ميناء إسلامي

كانت الفسطاط والتى شيدت بالقرب من حصن بابليون مركزا رئيسيا للتجارة البحرية الخارجية، لوقوعها علي النيل في موقع متوسط بين الوجهين البحري والقبلي، ولاتصالها بثغور مصر الشمالية ومدن الصعيد الجنوبية عن طريق النيل. تأكد هذا الدور في العصر الفاطمي لإتصالها بالقاهرة، مقر الخلفاء الفاطميين. وأصبحت الفسطاط ميناء للتجارة القادمة من الصين والهند واليمن وأوروبا، كما أصبحت المركز الرئيسي لحركة النقل المائي. وقد وصفها المقريزى بإنخفاض أسعارها عن القاهرة. ووجدت المحال التجارية علي ساحل الفسطاط، حيث تفرغ البضائع مباشرة علي أبوابها. وكان يستحيل نقل البضائع علي ظهور الدواب نظرا لازدحام مدينة الفسطاط. حتى ان الرحالة المقدسي، الذي زار مدينة الفسطاط، تعجب من كثرة السفن والمراكب التي رآها بميناء الفسطاط. كما أن الرحالة بن سعيد، الذي زار الفسطاط، قال "لئن قلت إنني لم ابصر علي نهر ما أبصرته علي ذلك الساحل فإني أقول حقا".

وعندما كانت ترسو المراكب الواصلة إليها والمحملة بأصناف الغلات المختلفة، كان الحمالون يقومون بحمل ذلك الي أماكن التخزين الخاصة بها التي تقوم في عدة أماكن بالقاهرة.


ونلاحظ ان مركز الفسطاط التجاري لم يهتز بشدة عقب المجاعة والشدة، التي حدثت في عصر الخليفة المستنصر بالله الفاطمي.


وقد قام أحمد بن طولون ببناء ترسانة، في جزيرة الروضة بالقرب من الفسطاط، وعندما تولى محمد ابن طغج الإكشيدى الحكم، حول منطقة ترسانة الفسطاط إلي حديقة، وأنشأ ترسانة جديدة سنة 325هـ / 937م.


ويقال أنها ظلت تعمل أيام الفاطميين والأيوبيين والمماليك. كما ذكر فى المصادر التاريخية، أن هذه المدينة هى مركز تصنيع الأسطول الذي أستخدمه صلاح الدين فى البحر المتوسط لمحاربة الصلييبين، كما حدث فى عهد الملك الكامل محمد وولده الصالح نجم الدين أيوب. وكانت هذه السفن تجهز بالأسلحة والمحاربين، ثم كان يتم إرسالها من الفسطاط عن طريق النيل إلي الموانى الشمالية مثل الإسكندرية، ورشيد ودمياط. كما كان للترسانة أيضاً دوراً حيوياً فى بناء المراكب البحرية فى عصر المماليك، فقد منع السلطان الظاهر بيبرس الناس من التصرف في خشب السفن وأمر بإنشاء عشرين مركباً. كما كان السلطان الأشرف خليل بن قلاوون وأخيه السلطان الناصر محمد بن قلاوون من كبار صناع السفن في الفسطاط. ويفهم من كتب المؤرخين ان دار صناعة الفسطاط قد توقفت عن العمل في عصر الناصر محمد ابن قلاوون.

صناعة السفن والتجارة في العصور الإسلامية

قام النيل بدور مهم في التجارة الخارجية وصناعة السفن في العصور الإسلامية بمصر.

فقد بنى عمرو بن العاص، فاتح مصر، الفسطاط وهى أول عواصم مصر الإسلامية على النيل مباشرة.


وغدت الفسطاط مركزاً تجارياً مهماً، إذ كانت على اتصال دائم بباقي أجزاء مصر، حيث كانت تجتمع إليها منتجات الوجهين البحري والقبلي.


وبعد تزايد اهتمام المسلمين بسواحل البحر الأحمر عن المتوسط، فقد امتثل عمرو بن العاص لأوامر الخليفة عمر بن الخطاب بإعادة حفر قناة تراجان لربط النيل بميناء القلزم. ومن ثم تمكين نقل القمح من مصر إلى الحجاز، وحيث يسمح ذلك بتركيز الثقل العسكري الإسلامي تجاه البحر الأحمر.


وقد تطورت مراكز أخرى مهمة بين النيل والبحر الأحمر مثل عيذاب والقصير.


وأضحت صناعة السفن من الصناعات المهمة، فالمصادر العربية تشير إلى إنشاء مراكز لصناعة السفن في القلزم والإسكندرية بدءاً من القرن الأول الهجري. ونتيجة لاتصالها المباشر بالنيل فان مدناً مثل رشيد ودمياط أصبحت مراكز تجارية وصناعية مهمة.


كما تم إنشاء أسطول بحري في تنيس بشمال مصر على بحيرة المنزلة حيث كانت متصلة بالبحر المتوسط.


وقد شجع أحمد بن طولون على صناعة السفن ووسع دار صناعة السفن "دار الصناعة" في جزيرة الروضة. كما بنى محمد بن طغج الإخشيدى مركزاً لصناعة السفن بساحل الفسطاط.


وعني الفاطميون بصناعة السفن إلى الحد الذي غدت معه مصر واحدة من أقوى الدول البحرية من نهاية القرن السادس الهجري (12 م).


وقد عقد مؤرخو مصر الإسلامية فصولاً خاصة لصناعة السفن مثل بن عبدالحكم والقلقشندي والمقريزي. وقد كان لصناعة السفن الإسلامية تأثيرها على باقي أجزاء العالم.


فكلمة "دار الصناعة" هي كلمة عربية تعني "دار صناعة السفن" واستخدمها الإيطاليون بلفظ "Darsena" ثم Arsenal حيث شاعت بين باقي لغات أوروبا.


وثمة أنواع عديدة من السفن كانت موجودة إبان العصر الفاطمي، فقد كانت هناك السفن الحربية المخصصة لمنازلة الغزاة، والسفن النيلية وهي إما تختص بالتجارة أو الاحتفالات.


بالإضافة إلى نوع ثالث خصص للملاحة في البحر الأحمر فيما يخص التجارة أو الحج وكذلك في المحيط الهندي.


وكانت أهم قطع الأسطول الفاطمي الشين والحراريق والحراريب والطرائد

مراكب النيل المصرية القديمة

كانت المراكب والسفن من وسائل النقل الهامة على نهر النيل؛ فلقد تنقل المصريون داخل البلاد، كما سافروا إلى السودان والأقطار الإفريقية الأخرى: لجلب الحيوانات، مثل الأسود والأفيال والنمور والقردة والماشية.

كما أنهم استوردوا المنتجات الأجنبية؛ مثل الجلود والذهب والعاج والأبنوس والإلكتروم وريش النعام والبخور. والإلكتروم سبيكة طبيعية، هي خليط من الذهب والفضة.


وكانوا يحتاجون إلى الأشرعة في الإبحار على النيل جنوبا أى عكس التيار، ولكن السواري كانت تدلى وتستقر أفقيا على ظهر السفينة عند الإبحار شمالا؛ مع التيار.


وعلى الرغم من أن عدد المراكب المتبقية غير كبير، فإن الكثير عرف عن أشكال وأغراض استخدام المراكب في مصر القديمة عن طريق مئات من نماذج القوارب التي عثر عليها بالمقابر في عموم البلاد؛ وأهمها نموذج مركب مكت رع.


وقد صنعت نماذج لقوارب البردي من الخشب المطلي؛ وإن كانت المراكب الحقيقية تصنع من الخشب، وقلة منها فقط كانت تصنع من عيدان البردي.


وكانت الطواف المصنوعة من البوص (الغاب) تستخدم أساسا لأغراض القنص في المستنقعات؛ بالعصي الطويلة أو بالشباك أو بما يشبه الأوتاد، أو في المسابقات الرياضية المنظمة.


وارتبطت المراكب المصنوعة من البردي بالأرباب أو العائلة الملكية. فكانت تستخدم: إما للأنشطة اليومية، مثل الإبحار والتنزه، أو في المناسبات الدينية؛ مثل نقل تماثيل الأرباب أو للحج أو الاحتفالات المرتبطة بطرد الأرواح الشريرة. واستخدمت المراكب الخشبية في نقل البضائع الثقيلة.


وكان للملك سنفرو أسطول من أربعين سفينة؛ استخدمت في استيراد ألواح خشب الأرز من لبنان. وتنوعت معالم وتصميمات المراكب المصرية القديمة؛ وفق وظائفها، وإذا ما كانت للاستخدام في الإبحار على النيل أم عبر البحر المتوسط أو البحر الأحمر. وأبحرت المراكب الدينية والمراسمية (الطقسية) على النيل والبحيرات المقدسة.


وتطورت السفن الحربية في الحجم والمعالم (الإمكانيات والتجهيزات)؛ وأضخمها تلك التي بنيت في عصر الرعامسة، حيث وصل وزنها إلى نحو خمسين طنا متريا.


ولقد عثر على مركبين كبيرين للملك خوفو. واكتشفت إحداهما في عام 1954، وأخرجت من حفرتها جنوب الهرم الأكبر: بينما تبقى الأخرى داخل حفرتها إلى الغرب من الأولى.


وتتكون المركب (المستخرجة) من 1224 جزءا من خشب الأرز، بها ثقوب عديدة: لربط الأجزاء معا بحبال من نبات الحلفا.


ويعرض المتحف المصري قاربين أصغر للملك سنوسرت الثالث، وقد عثر عليهما في دهشور.


وعثر بمقبرة الملك توت عنخ آمون على 35 نموذجا خشبيا لقوارب متنوعة؛ بعضها بمقاصير ملونة لراحة الملك وحاشيته.


وقد عثر أيضا على مراكب لاستخدام رب الشمس في رحلته السماوية الرمزية


بناء السفن في مصر القديمة

تصور نقوش بارزة ونقوش جدارية عديدة، بداية من الدولة القديمة، أعمال بناء السفن. وأبرز النقوش، تلك التي عثر عليها في سقارة بمصطبة المسئول "تي" من الأسرة الخامسة.

ويشاهد فيها العمال وهم يقطعون جذع شجرة بالفئوس وينعمونه باستخدام القدوم. ويشاهد أحدهم وهو ينشر لوحا من الخشب، ربما عارضة سطح أو أرضية، بينما يقوم آخران بقطع ثقوب في لوح للتثبيت أوتاد (أسافين)؛ مستخدمين مطرقة وأزميلا. كما يجري ربط وتثبيت لوح بدن سفينة، لعله متراس. ويمكن حصر ما لا يقل عن سبعة أوتاد بين اللوح وجانب السفينة.


ويمسك أحد الرجال بعصا في الفتحة؛ للتأكد من دخول اللوح تماما في موضعه، ويقوم آخران بالطرق عليه بالحجارة: بينما يقوم الملاحظ بالإشراف على العملية كلها.


وفي ذات الوقت يقوم رجل بتجهيز اللوح مستخدما أزميلا ومطرقة، بينما يعمل أربعة آخرون في تنعيم بدن السفينة مستخدمين القدوم. ولم يكن القدوم يستخدم فقط لتسوية الألواح، وإنما كان يستخدم أيضا في المراحل النهائية كنوع من المسحاج (الفارة).


وتظهر ثلاثة أنواع من أبدان السفن في النقوش التي تصور السفن الشراعية الكبرى، وكذلك في النماذج. ولأحد الأبدان طرفان ينتهيان فجأة، وآخر قطعت إحدى نهايتيه بينما تتقلص النهاية الأخرى إلى نقطة؛ وأما النوع الثالث فإن له نهايتين مستديرتين. وتظهر الألواح في أحد أنواع الأبدان؛ واضحة مميزة.


وجعلت الخصائص الفريدة لبناء السفن في الدولة الوسطى من الممكن نظريا فك السفن ونقلها ثم إعادة تركيبها في مكان آخر؛ حيث لم تستخدم فيها المسامير أو الأوتاد (الأسافين) وإنما اعتمدت على تثبيت الألواح باستخدام أحبال من البردي أو الحلفا.


ويبدو أن هذا التطور قد حدث في عصر الدولة الوسطى عندما سافرت الحملات بالبر إلى البحر الأحمر، حيث بنيت الأساطيل للحملات المتجهة إلى الجزيرة العربية وشرق أفريقيا

الساقية أو مجموعة من الأوانى لرفع المياه في مصر القديمة

تتكون الساقية من قضيب خشبي طويل، حيث يتصل هذا القضيب ببقرة من ناحية، وآلة لرفع المياه من الناحية الأخرى.

وهذه الآلة عبارة عن دولاب أو عجلة كبيرة تحتوي على أوعية أو قواديس أصغر لرفع المياه، فعندما تقوم البقرة بسحب القضيب الخشبي، تدور الساقية وترفع الماء.


وتعد الساقية واحدة من أهم الوسائل المستخدمة لرفع المياه في الريف المصري منذ أقدم العصور. وقد اعتمد الإغريق والرومان في مصر عليها.


وكلمة ساقية هي كلمة عربية، وجمعها سواقي، حيث ورثها المسلمون بمصر عن سابقيهم واستمروا في إدخال التحسينات عليها وشاع استخدامها.


وكانت توجد بالقاهرة العديد من السواقي، بيد أن الباقي منها قليل، مثل ساقية الناصر محمد بن قلاوون، والتي بناها بالقرب من القلعة من أجل إمدادها بالمياه.


كما كانت السواقي تستخدم أيضاً من أجل استجلاب المياه من الآبار مباشرة، وأشهر هذه الآبار بئر يوسف الموجودة داخل القلعة، والتي بناها صلاح الدين الأيوبي. وقد عُدَت هذه البئر وساقيتها من عجائب مصر في العصور الوسطى من قِبَل المؤرخين.


وقد قام كل الرحالة الذين زاروا مصر تقريباً بوصفها. وثمة بقرتان كانتا توجدا أعلى البئر كانتا تقومان بإدارة الساقية، التي تقوم برفع سلسلة من القواديس المملوءة بالمياه من حوض أول يوجد في منتصف الارتفاع الإجمالي للبئر، حيث كانت توجد ساقية أخرى يديرها حصان لرفع المياه من قاع البئر إلى الحوض الأول.


هذان القسمان بالبئر لا يقعان على مستوى عمودي واحد. فأولهما يبلغ حجمه خمسة أمتار مربعة أو 54 قدم مربعة والثاني يبلغ حجمه 3ر2 متر مربع أو 25 قدم مربعة.


وتقدر المسافة بين كل قادوس وآخر بثمانين سنتيمتراً أو 5ر31 بوصة. ويبلغ عدد القواديس في البئر الأولى 138 قادوساً ويبلغ قطر الساقية 98ر1 متراً أو 5ر6 قدم.


والوقت اللازم لرفع المياه بوساطة هذه القواديس من الحوض الأولى إلى مستوى القلعة هو 24 دقيقة.

الزيوت والدهون العطرية في مصر القديمة

أنتج المصريون القدامى زيوتا ودهانات عطرية، استعملت للطبخ والشعائر والتجمل والإنارة والتسخين والتحنيط. وكانوا يستوردون زيوتا من سوريا وليبيا، وعطورا وبذورا من الأقاليم الأفريقية. وكانت الزيوت كذلك تستخرج من الزهور العطرية بالعصر أو الغلي.

وقد صورت مناظر صناعة الزيوت ضمن زخارف حوائط القبور.


كما عرفت أسماء الزيوت من قوائم القربان.


وقد عثر على بقايا من الزيوت في الأوعية والأواني، وخاصة ما كان منها من قبر توت عنخ أمون.

الزيجات الملكية فى مصر القديمة

كانت مكانة الملكة الأم أعلى من مكانة زوجة الملك. وكانت أحياناً تمثل إلى جوار ابنها على العرش بدلاً من ماعت ربة العدالة.

وكانت الزوجات الرئسيات للملوك عادة ما تخترن من الأسرة المالكة، مما يسمح باستمرار الدم الملكى. الأمر الذى ساعد أيضاً على إعطاء الشرعية للأبناء للوصول للعرش على أنهم من نسل الأصل الإلهى.


ولقد تزوج بعض الملوك بنات كبار الموظفين الذين لا يحملون الدم الملكى لتوثيق العلاقة بهؤلاء الموظفين. كما تزوج ملوك آخرون أميرات أجنبيات كنوع من الصداقة الدبلوماسية بين مصر والدولة الجنبية.


فنحن نعرف أن الملك تحتمس الثالث تزوج من ثلاث أميرات آسيويات، كما تزوج تحتمس الرابع من أميرة ميتانية، كما فعل ابنه أمنحتب الثالث.


ولقد حملت الأميرة الآسيوية التى تزوجها رمسيس الثانى لقب الزوجة الملكية العظيمة، كما كانت ملكة ميتانية أخرى أماً للملك سبتاح من الأسرة التاسعة عشرة، وكذلك حماة الملك رمسيس الثالث كانت أيضاً من أصل آسيوى.


ولقد تزوج بعض الملوك من بناتهم، فنجد أن أمنحتب الثالث تزوج من ابنته ست آمون، بينما تزوج أخناتون من إثنتين من بناته هما مريت آتون وعنخ اسن با آتون.


ومن المحتمل أن يكون أخناتون قد تزوج من كيا، أم توت عنخ آمون، ولذلك حملت لقب الزوجة والمحبوبة العظيمة، ولم تحمل لقب الزوجة الملكية.


وكذلك نجد أن رمسيس الثانى تزوج من إثنتين من بناته هما مريت آمون وبنت عنات.


ويبدو أن كل من هذه الزيجات لم تكن حقيقية، بل كانت نوعاً من الزواج الشرفى. وبمقتضى ذلك سمح لهؤلاء الأميرات مصاحبة آبائهن فى الظهور والالتزامات الرسمية