Wednesday 28 September 2011

بناء الهرم

قبل بناء الهرم، كان يتم أولاً اختيار الموقع المناسب على حافة هضبة الصحراء والتى كانت ترتفع عن أعلى مستوى لماء الفيضان السنوى.

وكان السطح الصخرى المختار لبناء الهرم يفحص جيداً للتأكد من أنه خالى من أية شقوق خطيرة يمكن أن تشكل أساساً غير مستقر أسفل ثقل البناء الهائل.


وكان الأساس الصخرى يسوى جيداً باستخدام طرقاً مأخوذة من خبرة المصريين فى تسوية الأرض الزراعية قبل الرى. فقد كان يبنى حول المساحة المختارة لبناء الهرم حافة قصيرة من الطمى، ثم تغمر المساحة بالماء وتقسم إلى شبكة من القنوات الصغيرة يكون فيها قمة كل خندق على نفس الإرتفاع فوق سطح الماء.


وكانت الخنادق تسوى بعد تبخر الماء أو صرفها. ولا يزال يوجد جزء باق من نظام الخنادق المستخدم فى تسوية الأرض بالقرب من الهرم الثانى الذى بناه الملك خفرع شمال الجيزة.


وكان لابد من اختيار مكان بناء الهرم على الضفة الغربية للنيل، حيث تغرب الشمس، وحيث يمكن لروح الملك أن تصاحب اله الشمس فى رحلته خلال العالم الآخر.


ولم يكان مكان الهرم بعيداً عن المقر الملكى بحيث يسهل الوصول إليه عن طريق مركب فى النيل، وبذلك كان يتسنى للملك وحاشيته زيارة الموقع. كما كان هذا الموقع المتميز يسمح بتسهيل نقل أحجار البناء والمواد الأخرى، وكذلك نقل الأثاث الجنائزى الملكى.


وكانت قاعدة الهرم تتخذ الشكل المربع بقدر الأمكان بحيث يواجه كل جانب أحد الجهات الأصلية الأربعة مباشرة.


وكان الشرق يحدد بواسطة الملاحظة الفلكية لمكان شروق وغروب الشمس فى يومى الإعتدالين من كل عام. فكان المحور الشرقى الغربى يرسم أولا ثم يحدد المحور الشمالى الجنوبى باستخدام مثلث وبملاحظة نجم قطبى.


وكان الهرم يبنى باستخدام قطع من الحجر مجلوبة من الجانب الغربى بالقرب من الهضبة.


وكانت الأحجار تجر على منحدرات مكونة من قطع الحجر والطمى وذلك على زحافات بمساعدة الثيران.


وكان البناء عادة ما يبدأ بمد أول مدماك من الأحجار أفقياً والتأكد من أنه متساوى. ثم يعلو الطريق المنحدر المستخدم فى جر الأحجار تدريجياً حول البناء لرص الصف الثانى من الأحجار وهكذا. وكانت قوالب الحجر تصف الواحد فوق الآخر، وتملأ الفراغات بينها بالملاط وبشرائح الحجر لتسوية السطح.


ثم كسى الهرم بطبقة من الحجر الجيرى الأبيض المصقول والمقطوع من تلال المقطم على الضفة الشرقية من النيل. وعلى قمة الهرم وضع هريم منحوت من نفس الحجر أو من حجر أقوى.


ووفقاً لعبادة الشمس فى هليوبوليس وأسطورتها المتعلقة بخلق الكون، فإن تلاً صغيراً سمى بنبن فى اللغة المصرية كان يعد رمزاً لعبادة اله الشمس رع.


وكان هناك اعتقاد فى أنه إذا دفن الملك أسفل ذلك الرمز، فإنه سيحيى ما دامت الشمس تحيى.


وبعد تمام بناء الهرم كانت المنحدرات تزال من حوله

No comments:

Post a Comment