Monday, 26 September 2011

الاهداءات من النسيج في العصر الإسلامي

كانت المنسوجات الملكية أحد المواد الهامة فى قائمة إهداءات الملوك والسلاطين، على مر العصور الإسلامية. فتذكر المصادر التاريخية، أن الجزية التي كانت ترسلها مصر إلي بلاط الخليفة العباسي والهدايا التي أرسلها أحمد ابن طولون كانت جميعها من دور الطراز في مصر. وكذلك الهدايا التي بعث بها أمير الجيوش خمارويه، بعد وفاه أبيه، إلي الخليفة المعتضد سنة 279هـ/892م، كانت تضم الكثير من المنسوجات النفيسة والأقمشة الفاخرة. ومن هذه القطع، قطعة واحدة باسم الخليفة المعتمد يرجع تاريخها إلي 278هـ / 891م.
كذلك عثر علي قطع من النسيج صنعت في مصر للخلفاء العباسيين في بغداد. كذلك عثر علي واحدة باسم الخليفة المهتدي، صنعت بطراز الإسكندرية سنة 256هـ / 870م.

وفي العصر الفاطمي، رغب السلاطين في اتخاذ المنسوجات كوسيلة لتحقيق أهدافهم السياسية. وقد سعي المعز لدين الله، أول الخلفاء الفاطميين الذين حكموا مصر، للتقرب من الشعب المصري واستمالة قلوب الناس نحوه وذلك بمنحهم الخلع الثمينة من الثياب. وقد سعي من أجل ذلك إلي إنشاء دار الكسوة بالقاهرة، داخل قصره، وقد انتخب لها مهرة الصناع وعينهم فيها.


وقد توسع الفاطميون في هذا العمل إلي حد كبير، وذلك لدرجة انهم خصصوا لذلك ديوانا سمي "ديوان خزائن الكسوة" يشرف علي توزيع الكساء في المناسبات المختلفة، منها غرة رمضان وأول العام الهجري، وعيدي الفطر والأضحى. وقد افاض المؤرخون في وصف أنواع الكسوات، التي كان الفاطميون يمنحونها للأمراء والأميرات وموظفي القصر والأطباء والبلاط، ووالي كلا من القاهرة والفسطاط. كما تشير المصادر التاريخية إلي وجود ما يسمى بعيد الحلل فى العصر الفاطمي، وكانت توزع فيه الحلل علي الناس، والتي كانت تختلف باختلاف الأشخاص الممنوحة لهم. فالحلل والبدل المذهبة كانت تمنح لكبار الموظفين، وعظماء الضيوف والوافدين من الخارج. وأول من خلع عليه الخليفة المعز هو قائده جوهر الصقلي. كما انعم الحاكم بأمر الله علي الحسن بن عمار، بخمسين ثوبا ثمينا. كما خلع الخليفة الفاطمي العاضد علي صلاح الدين الأيوبي عندما كان وزيرا له بمنسوجات ثمينة.

No comments:

Post a Comment