Wednesday, 14 September 2011

إنتاج القطن والصوف في مصر الإسلامية

أعتقد المصريون القدماء أن نسيج الصوف من المنسوجات غير الطاهرة، ولذلك كان يندر استخدامه، ولكن في العصر الإسلامي أصبح الصوف يلي الكتان في أهميته كمادة خام لصناعة المنسوجات. كما ازدهر إنتاج الصوف في مصر الوسطي والعليا. وترجع شهرة مصر الوسطي في إنتاج الصوف إلي العدد الكبير من الخراف، الذي كان يقوم علي رعيها القبائل العربية التي استقرت بالمنطقة في العصر الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي.

ومن أهم مراكز نسج الصوف هناك طما، التي اشتهرت بعمل ثياب الصوف الرفيعة. كما اشتهرت مدينة القيس بحياكة الصوف، كما اشتهرت مدينة البهنسا بإنتاج الصوف أيضا وصناعته وكذلك اخميم وأسيوط. واشتهرت مدينة القيس بإنتاج نوع جيد من الصوف استخدم في أكسية المرعز العسلي غير المصبوغ. ويحكي أن الخليفة معاوية، مؤسس الأسرة الأموية، كان لا يدفأ في الشتاء إلا بهذا الكساء المصري.


كما اشتهرت مدينة أسيوط أيضاً بصناعة الصوف. وكان يصنع بها فرش قرمزي يشبه الأرمني، وقد اكتسب صوفها شهرة عظيمة في ذلك الوقت وكان يسمي بالصوف المصري. ومصانع النسيج في تلك المدن كانت ملتزمة بإنتاج كميات من الثياب الصوفية حيث تعطي كنوع من الجزية.


وبالنسبة للقطن، فيبدوا أن إنتاجه كان قليلا للغاية في عصر الولاة أو العصر الإسلامي المبكر. وعصر الولاة، هو الحقبة التاريخية الإسلامية التي كان يحكم فيها مصر والي يعين من طرف الخليفة فى مكة أو دمشق أو بغداد.


وربما كان النساج المصريين يخلطون القطن بالكتان والصوف. وقد وجدت مخازن كبيرة للقطن في الفسطاط تعود للقرن 2هـ/ 8م. بيد انه لم يرد للقطن أي ذكر في الأوراق البردية، كما لم تضم المتاحف أي ملابس قطنية تعود لما قبل العصر المملوكي.

No comments:

Post a Comment