Monday, 26 September 2011

التجار كدبلوماسيين في العلاقات التجارية

لعب التجار دورا هاما في العلاقات السياسية بين مصر والعالم الخارجي. فقد اهتم التجار علي سبيل المثال بتوثيق العلاقات بين مصر والصين. وفي عام 840هـ/ 1441م، أرسل السلطان برسباى حملة تتألف من بعض التجار الشوام إلى الصين، وكان الهدف من هذه الزيارة تقوية أواصر الصداقة والنشاط التجاري بين البلدين. وكثيراً ما تبادل ملوك الصين وسلاطين مصر الهدايا.

كما كان لتجار البهارات، الذين تاجروا مع الهند، دوراً هاماً فى العلاقات الدبلوماسيه والسياسية بين مصر والهند. فقد حمل هؤلاء التجار رسالة من حاكم سيلان إلي السلطان المنصور قلاوون عام 682هـ / 1238م. وقد تضمنت هذه الرسالة رغبة حاكم سيلان في عقد اتفاقية تجارية مع مصر، وانه علي استعداد لشحن عشرين سفينة محملة بأنواع مختلفة من البهارات. وقد رحب السلطان قلاوون بشدة بالتجار.


ولم تقف العلاقات بين مصر والهند عند ذلك، فقد سافر التاجر بن بكاش سنة 693هـ / 1294م إلي الهند للعمل في خدمة أمرائها.

كما بعث حاكم الهند في سنة 730هـ/ 1329م بهدية فاخرة إلى السلطان الناصر محمد ابن قلاوون بصحبة أحد تجار الكارم، إلا أن حاكم اليمن صادرها، وقيل أن الهدية بلغت مليون دينار. ذلك بالإضافة إلي التبرعات التي قدمها حاكم الهند إلى الحرم الشريف بالحجاز وبيت المقدس. كما أرسل حاكم الهند بصحبة أحد التجار أيضا هدية الناصر محمد عن طريق بغداد حتى يتفادى المرور باليمن. وفي عام 876هـ/ 1471م، أرسل حاكم الهند، غياث الدين، الهدايا بصحبة تجار الكارم إلى الخليفة المستنجد بالله والسلطان قايتباى. وعمل التاجر أحمد بن علي الكواز سفيرا لمصر في كلبرجة بالهند.

وعندما ساءت العلاقات بين مصر واليمن في عصر الناصر محمد ابن قلاوون، صمم الناصر محمد علي إرسال جيشه إلى اليمن. بيد أن التجار عملوا علي تهدئة الأمور بين مصر واليمن وطلبوا من الناصر محمد أن يلجأ إلى الحلول السلمية، وقام هؤلاء التجار بجولات مكوكية بين البلدين محملين بالهدايا بهدف تهدئة الأوضاع. ولعب التاجر محمد بن عثمان المصري دورا هاما في عدم غزو مصر لليمن وتهدئة الأمور بينهما.


كما لعب التجار دورا هاما في تدعيم العلاقات بين مصر والحبشة. كما ان مالي، الواقعة غرب إفريقيا، كانت علي علاقة طيبة بمصر بفضل التجار. وعندما زار منسي موسى، ملك مالي، مصر عام 725هـ / 1325م في عصر الناصر محمد ابن قلاوون، كان بصحبته الكثير من التجار.


والجدير بالذكر أن الكثير من التجار كانوا يعملون لصالح السلاطين أنفسهم. فالتاجر الشيخ علي الكيلاني كان يعمل لحساب المؤيد شيخ، وبن عليبة السكندري كان يعمل لصالح السلطان قايتباي.

No comments:

Post a Comment