Wednesday, 14 September 2011

ورش صناعة المنسوجات في مصر القديمة

اشتهرت مصر الفرعونية عبر العالم القديم، بإنتاج الكتان. ومن عصور مبكرة جدا كان المصريون بارعين في الغزل والنسج. وتبين بعض مناظر السوق في مقابر الدولة القديمة مشاهد بيع الكتان.

وفيها يجلس صاحب القماش، الذي عادة ما يكون رجلا مسنا أصلع الرأس، على مقعد؛ حاملا مروحة على كتفه الأيسر ويمسك بالطرف العلوي للفة من الكتان. ويعرض مساعد البائع على الشاري قماش الكتان الذي يتدلى على الأرض وينتهي بلفة. ويفحص الشاري نوعية القماش أو يقيس الطول المطلوب.


ويتضح من النص والتصوير معا أن النساء كن يشكلن الغالبية بين المشتغلين في إنتاج المنسوجات؛ وإن لم يكنَّ في موقع المسئولية، حيث اقتصرت معظم الألقاب المتعلقة بإنتاج الأقمشة على الرجال.


وظهرت أيضا فروق تبين أي جنس استخدم أي نوع من الأنوال؛ حيث صورت النساء دائما وهن يستخدمن النول الأفقي، بينما كان معظم الذين صوروا مستخدمين النول الرأسي: من الرجال.


ولعل النول الرأسي الجديد قد ارتبط بنوع من الاعتبار والحيثية، أو أنه كان أثقل وزنا وتطلب قوة أكبر في تشغيله. وتصف مصادر متنوعة أربعة أنواع من ورش النسج في مصر القديمة. وتبين دراسات العمارة المنزلية تفاصيل إنتاج المنسوجات داخل الوحدات السكنية؛ كبيرة وصغيرة.


وقد عثر على العديد من المغازل اليدوية مختلطة بمواد التسقيف مثلا في موقع اللاهون الذي يرجع تاريخه للدولة الوسطى؛ كما عثر على أشياء شبيهة في حفائر قرية العمال بتل العمارنة، من الدولة الحديثة. وتوجد شواهد على القيام بأعمال النسج أيضا، داخل وحدات سكنية كبيرة. فعلى سبيل المثال، عثر على بقايا نول ومواد نسج في منزل بالمدينة الرئيسية في تل العمارنة.


وتؤكد عدة مصادر بأن الضيعات والقصور الكبيرة كانت تضم ورشا عديدة؛ من بينها استوديوهات غزل ونسج؛ لإمداد الأسرة بما يلزمها من المنسوجات.


وتشير الدلائل على أن العشرات كانوا يعملون داخل كل أستوديو، ومعظمهم من النساء، لإنتاج الأقمشة.


وداخل القصور الملكية، كثيرا ما كانت تلك النساء القائمات بالإنتاج من زوجات الفرعون؛ حيث كن يقطن مع أطفالهن وخدمهن في قصور الحريم بالمناطق النائية؛ كتلك التي في أبو غراب.

No comments:

Post a Comment