Wednesday, 21 September 2011

صبغ الأقمشة في مصر القديمة

يمكن تعقب تاريخ استخدام صباغة الخيوط أو الثياب، مؤقتا، من قطعة قماش كتاني بنية اللون عثر عليها في طرخان، وترجع إلى الأسرة الأولى.

ومن المؤكد أن صباغة الثياب كانت معروفة في أواخر الأسرة الثالثة أو أوائل الأسرة الرابعة؛ على أساس قصاصة قماش حمراء اللون من موقع ميدوم، وإن لم تنسج الثياب بانتظام من خيوط ملونة: حتى عصر الدولة الحديثة.


ويمكن تقسيم مواد الصباغة في مصر القديمة إلى نوعين أساسيين: أصباغ المغرة والأصباغ النباتية. والمغرة هي طينة صلصالية مخلوطة من الأرض تتكون من أكسيد الحديد أو الصدأ. ويتحول أكسيد الحديد الأصفر، بفعل الحرارة (الحرق)، إلى أكسيد الحديد الأحمر؛ كما يمكن أن يستخدم لتكوين ألوان الأصفر والأصفر-البني والأحمر.


ولصبغ الكتان بأكسيد الحديد تاريخ طويل في مصر، ربما يرجع إلي بداية عصر الأسرات؛ من قماش طرخان. وقد عثر أيضا على كتان مصبوغ باللون الأحمر لصبغة من أكسيد الحديد، في عدة مواقع أخرى أحدث؛ من بينها قرية العمال في تل العمارنة.


وقد استخدمت عدة طرق لصباغة الثياب في عصر الأسرات؛ أقدمها طريقة "التلطيخ"، وفيها يوزع اللون في الثياب، ربما بمساعدة الطين أو الصلصال أو العسل. كما استخدم قدماء المصريين أيضا عملية تسمى بالصباغة المزدوجة؛ وفيها تصبغ الألياف والخيوط أو الثياب أولا بلون معين، ثم تصبغ ثانية بلون آخر: للحصول على لون ثالث.


فاللون الأرجواني، مثلا، يتكون من اللونين الأحمر والأزرق؛ بينما يتكون اللون الأخضر باستخدام اللونين الأصفر والأزرق. وقد قام المصريون بصباغة خيوط الغزل أو الأقمشة المنسوجة.


ومن الممكن أن تُلاحظ أحيانا مساحات بيضاء، في القماش المنسوج، أسفل الأماكن التي مر فيها الخيط الرأسي فوق خيط أفقي. وكان التبييض أيضا وسيلة فنية للزخرفة؛ لأن ارتداء ثوب أبيض كان لدى المصريين القدماء من دلالات الوضع الاجتماعي، وربما أيضا كدليل على النظافة.

No comments:

Post a Comment