Monday, 26 September 2011

تطور الأدب القبطى

تأثر الأدب القبطى بتأثيرات يونانية وخاصة فى الإسكندرية، التى انتشرت فيها الثقافة الهلينية، حتى اضطر كثير من الآباء إلى الكتابة باللغة اليونانية المنتشرة فى العالم وقتذاك. وترجمت كتاباتهم إلى القبطية.

ومن أمثلة الأدب القبطى الصميم كتابات الأنبا انطونيوس والأنبا باخوميوس اللذين لم يعرفا غير القبطية، وخطب ومواعظ الأنبا شنوده الذى لم يشأ أن يكتب غير القبطية. وقد كان الأنبا شنودة زعيما شعبيا، يكلم الأقباط المضطهدين على يد حكامهم بلغتهم القبطية لا باللغة اليونانية لغة الحكام.


وهذا الأدب القبطى الصميم كان له مركزان هما، وادى النطرون للهجة البحيرية، والدير الأبيض والأديرة الباخومية بالصعيد للهجة الصعيدية. وهكذا نرى أن أديرة الرهبان كانت معاقل للأدب القبطى الصميم بلهجتيه الأساسيتين.


وفى بعض المخطوطات القبطية سميت اللغة القبطية لغة أهل الجبال. ولعل المقصود بذلك الصعيد لارتفاعه وأديرة الرهبان لوجودها فى الجبال. وقد تولى الأنبا شنودة رئاسة الدير الأبيض سنة 383م. الذى أضحى مركزا للآدب الصعيدى. وفيه أصبحت اللهجة الصعيدية هى اللغة الأدبية للكنسية القبطية فى عصرها الذهبى.


وأمام هذا النهضة الأدبية التى تزعمها الأنبا شنوده أخذت اليونانية تتقهقر وتتراجع بمقدار النمو المطرد الذى انتشرت به المسيحية بين الريفيين، وبعدول الناس إلى استخدام اللغة القبطية كلغة أدبية وبازدياد عدد الأقباط وشعورهم بكيانهم وقوميتهم.


وعندما فتح العرب مصر كان اللهجة الصعيدية هى لغة الأدب القبطى عامة. وكل نهوض بعد ذلك للهجة البحيرية كان على أساس ترجمة الآداب الصعيدية التى أصبحت ظاهرة فى القرون الستة الأولى للمسيحية.

No comments:

Post a Comment