Wednesday, 21 September 2011

أهم المراكز التجارية فى مصر الإسلامية

كانت الإسكندرية منذ القدم واحدة من أكبر أسواق العالم التجارية، وأكثرها حركة وازدحاما بالتجار. وكانت السفن تحمل إليها البضائع المختلفة من شتى البقاع، سواء من أثيوبيا أو الهند أو الصين. وكانت تأتيها السفن المحملة بالعاج، والبهار، والحرير، والفضة، وغيرها من المنتجات، حيث تبحر السفن من البحر الأحمر ومن خلال ميناء القلزم "السويس حاليا" تعبر فى قناة سيزوستريس "خليج أمير المؤمنين" أو "قناة الخليفة" حتى تصل إلى نهر النيل. ومن نهر النيل إلى الإسكندرية، ومن خلال ميناء الإسكندرية تبحر السفن إلى موانى البحر المتوسط المختلفة.

فى العصر الفاطمى، كانت الإسكندرية محطا للسفن التجارية القادمة من المغرب والأندلس إلى مصر والشام، ومنها تخرج السفن التى تحمل منتجات مصر من الشب والنطرون والمنسوجات الديبقية والتنيسية والاسكندرانية.


وكان يجلب من الإسكندرية الفواكه بالسفن إلى الفسطاط، وكذلك المنسوجات والتحف الزجاجية التى اشتهرت الإسكندرية بصناعتها فى العصر الفاطمى.


وفى العصر المملوكى، اهتم سلاطين المماليك بالاسكندرية. فنجد الظاهر بيبرس، يقوم بزيارتها أربع زيارات رسمية، ويأمر بتعمير أسوارها وتحصينها للدفاع عنها. وكذلك أمر بإعادة بناء منار الاسكندرية، وطهر ترعة الخليج "المحمودية الآن" التى تصل المياه العذبة إلى المدينة.


وكان بالإسكندرية، فى العصر المملوكى، عددا كبيرا من المحلات التى تعرض مختلف أنواع البضائع من الملابس والأقمشة والبسط والأوان المختلفة. وكان بها العديد من التجار من جنسيات مختلفة، يقيمون فى فنادق خاصة بهم، مثل فندق الطيبية وفندق الجوكندار، وفندق المرسيليين وغيرها من الفنادق. وكان نتيجة لهذا النشاط التجارى واختلاف العملات، أن وجدت محلات لتغيير العملة تشبه شركات الصرافة فى عصرنا الحالى وكان يطلق عليها اسم "حوانيت الصرف".


وكما كان للإسكندرية من دور عظيم فى التجارة الخارجية العالمية، فكانت أيضاً تسهم بقدر كبير فى التجارة الداخلية، حيث يفد إليها التجار من شتى أنحاء مصر ليحصلوا على البضائع بأسعار أقل من غيرها، أى بسعر الجملة بمصطلح عصرنا الحديث.


وكان نتيجة لهذه المكانة التجارية الهامة التى تمتعت بها الإسكندرية، أن تعرضت للعدوان من قبل بعض المدن الأخرى، والتى كانت ترغب فى القضاء على دور الإسكندرية التجارى. ومن أعنف هذه الحملات حملة ملك قبرص بطرس لوزنيان على الإسكندرية سنة 767هـ/1365م، فى عهد السلطان المملوكى الأشرف شعبان. لذلك اهتم سلاطين المماليك بالإسكندرية وحولوها من مجرد ولاية إلى نيابة للسلطنة، يحكمها أمير من أكابر الأمراء نائب عن السلطان.


وكانت رشيد ودمياط أيضا من المراكز التجارية الهامة فى مصر، حيث تميزا عن غيرهما، من مدن مصر الداخلية، بازدهار التجارة والصناعة معا. حيث ازدهرت بهما صناعة السفن التجارية والمراكب النيلية وكذلك صناعة المنسوجات. وكانا يعدا من أهم المواني المصرية التى تقع فى الجزء الشرقى من البحر المتوسط. وقد تعرضت كلا المدينتين إلى العديد من الهجمات العدوانية الخارجية، لذلك حرص حكام مصر على مر العصور على تحصين كلا المدينتين وتدعيمهما بالأسوار والقلاع للدفاع عنهما ضد أى اعتداء.

No comments:

Post a Comment