مع دخول الاسكندر لمصر واحتلالها من قبل اليونانيين والإغريق ، تحولت مصر فى ذلك العصر من دولة مستقلة ذات سيادته تديرها سلطة مصرية بحتة تعمل على نمو الحضارة وإزدهارها فى مصر ، من تجنيد مواردها إلى انعاش الاقتصاد للدولة وتنشيط حركة التجارة الخارجية عن طريق التبادل التجارى بين مصر وجيرانها كما حدث أيام الملكة حاتشبسوت ورحلات " بونت " الشهيرة إلى دولة محتلة من أجانب ينظرون إليها على إنها مزرعة خاصة للحصول على ما يحتاجونه من المحاصيل الزراعية حتى أصبحت مصر كما قيل " سلة قمح لروما "
وكان حال المصريين المستعمرين من الأجانب ، كعمال وفلاحون يعملون كالعبيد لحساب المستعمر ، فإنهار الاقتصاد المصرى الذى شهد له التاريخ يوماً ما أن طيبة عاصمة مصر التى كانت قاطبة العالم ذات المائة باب الذى يفد إليها من كل صوب وحدب كنوز العالم .أصبحت الآن فى هذا العصر مزروعة للقمح لروما .
واقتصر الحال على بعض الحرف والصناعات الصغيرة التى تفى بالاحتياجات اليومية بالمصريين ولم يكن هناك نهضة حضارية اقتصادية كما كان أيام الفراعنة
وكان النشاط التجارى محدود فى مرور بعض القوافل التجارية بين أسيا ممثلة فى الهند وبعض بلاد النوبة بأفريقية لجلب أنواع معينة من الخامات والبضائع مثل العاج والبخور والأخشاب والأقمشة وبعض المنتجات الزراعية التى تحتاجها أوروبا وساعد على هذا موقع مصر المتميز بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا واطلالها على البحرين الأبيض والأحمر وامتدادها الطبيعى للجنوب المؤدى إلى أواسط أفريقيا .
ومع ذلك كان النشاط الاقتصادى الأساسى فى مصر يعتمد على الزراعة والمحاصيل الزراعية التى كانت تسيطر عليها يد المستعمر ولم يكن يحصل المصريين إلا على الفتات مع إلهاب ظهورهم بالضرائب وكان عائد هذا الاقتصاد كله يصب فى خزائن الحكام واتباعهم ولم يكن للمصريين عائد منه ، وظل هذا النظام سائد خلال العصرين اليونانى والرومانى حتى دخول الاسلام لمصر عام 640 م وإنهاء الاحتلال الرومانى لمصر ووضع الحكام المسلمين لمصر أسس العدالة الاجتماعية برد حقوق المصريين الأقباط لهم واحساسهم بأنهم هم ملاك أرضهم وخيرها لهم
، كذلك قيام حكام مصر خلال العصور الاسلامية بوضع نظام اقتصادى اسلامى سليم يقوم فيه المسلم بإخراج الزكاة والمسيحى الجزية وهى تمثل الضرائب حالياً ويتم تقدرها على أساس فيضان النيل . لذا أقام الحكام المسلمين مقاييس للنيل على غرار مقاييس النيل القديمة لتقدير الخراج والضرائب طبقاً للشريعة الاسلامية ، فانتعش الاقتصاد المصرى مرة أخرى حتى دخول مصر العصر العثمانى وتحويل مصر مرة أخرى إلى ولاية عثمانية مارس فيها الاتراك واتباعهم من المماليك ما قام به من قبل اليونانيين والرومان .
No comments:
Post a Comment